مؤسسة لاتعرف ماذا يراد منها وماذا يريده الناس منها وماذا تريد هي من الناس؟؟؟
بالتأكيد لن يصدقني أحد بذكري لها ((المؤسسة الغائبة))....لكنها بالفعل غائبة وأي حضور لها إن كانت بالتأكيد تدعي إستهداف الشباب وإحتوائهم وتوجيههم ...ولا تفي بذلك...سوى بعض الأنشطة المليئة بالبهرجة الإعلامية والقصيرة المدى والمكلفة ماديا كالملتقى الشبابي الصيفي و المركز الصيفي المدرسي وبعض المسابقات الدينية لطلاب الحلقات.....فمدينة عدد سكانها يقارب الثمانين ألف ولاتوجد فيها برامج دينية دعوية وتوعوية تستهدف الشباب ..لاندوات ولامخيمات ولاحتى إستراحة واحدة تجمع الشباب يشرف عليها المكتب ......

فكل الأجهزة الحكومية قد تغيرت وحصل لها نوع من التجديد والبعض منها قفز قفزات نوعية على مستوى الأداء والإنتاجية إلا هذا الجهازالذي تملؤه البيروقراطية حد الثمالة وعلى مافيه من أخطاء إدارية ومالية إلا أنه لم يتغير...وربما لن يتغير والسبب بإعتقادي هو جهل الكثيرمن الناس بالدور المناط بمكتب الدعوة والإرشاد فجهلهم بهذه الجهة همش دورها عندهم ولم يطالها النقد أسوة بالجهات الحكومية الأخرى كالتعليم ومكافحة المخدرات وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجالس البلدية وغيرها من الجهات المعنية المرتبطة بالشباب....ففي كل شهر يستهوينا المكتب بإعلانات براقه تملأ أرجاء المحافظة... أمام المساجد وعلى ابواب المحلات التجارية..وأجهزة الصراف الآلي في كل مكان أعداد هائلة من الإعلانات تضاهي عدد المصابيح التي تحيط بأسوار المكتب ...محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور فلان بن فلان آل فلان وعلى الشباب التوجة للمسجد الفلاني لسماع المحاضرة...ثم لاتجد ذاك الإقبال من الشباب المستقيم فضلا عن من غيرهم من الشباب ....وتدور عجلة الزمان ويدورون معها والنهج هو النهج والطريقة هي الطريقة مؤدلجة منذ أكثر من عقد.....وكل ماحول العقد من شيء قد تغير....وهكذا شهريائس يردفه آخربائس وعام لاروح فيه وثان ولد من غير روح واللافتات مازالت تعاود هنا وهناك شعارا لهم ...عقم يتلوه عقم وفشل مسبوق بمثلة ...نرجسية تأبى أن تنكسر وغوغائية لاتموت يتمتع بها هؤلاء الأفراد وهم يرون الإفلاس الدعوي يحيط بهم كما يحيط السوار بالمعصم....
أما آن لهم أن يذعنوا وتقر نفوسهم بأن هذه الطريقة لم تعد تجدي نفعا وأن مجال الدعوة أكبر من أن يقصر دوره على المساجد والمراكز الصيفية ....فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في دعوته للكفار يخرج إلى الأسواق والشوارع، فيناديهم ويدعوهم في الندوات والمجتمعات، وبين كل فترة يخرج إلى القبائل والعشائر فيدعوهم إلى الإيمان.. وفي مواسم الحج، كان يدعو القبائل الوافدة إلى (منى) ......

الفساد المالي: جاري أبوحسين من جنسية عربية يحب المزاح والدعابة مازحته ذات يوم وقد كان ذو شعر كثيف يعلو اكثرجسدة....فقلت له ..أبو حسين ماشاء الله عليك جسمك كله شعر ورأسك أقرع وإنت بعدك صغير؟؟ رد علي وقال شوف أنا مثلي مثل الحكومات العربية عندها غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع...


أولا:قبل أربع سنوات تقريبا ذهبت مع أحد الأخوة من منسوبي مكتب الدعوة ومعنا مجموعة من الحقائب الدعوية لتوزيعها على المسافرين ((هدية مسافر)) المهم أننا تمركزنا في نقطة الجميماء وبدأنا بتوزيع الهدايا على المسافرين وكل سيارة هدية واحدة ..وقف عندي أحد الأخوة المسافرين فلما أقبلت عليه أسلمة الهدية أخذها مني وشافها شوي وقال لي :والله إنكم ماتستفيدون شيء بالعمل هذا..قلت له:ليش... قال لي :روح شوفها مرمية أكوام عند منفذ الحديثة.....
تصوروا أن الآلاف من الريالات تذهب على مشاريع يستفيد منها مسافر مر على المدينة والمكتب يعجز عن دعم إستراحة أو مخيم لضم المئات من شباب المدينة.....

الأمر الأخر: تخيلوا أن كلمة يلقيها الفضيلة بين المغرب والعشاء تكلف المكتب أيضا مبالغا طائلة مابين إستضافة الشيخ في فندق فئة خمس نجوم وتكاليف سفرة بالطائرة هو والحاشية التي معه والولائم المعدة ومايصاحبها وهذا إذا ماحسبتها في العام وعدد الضيوف الذين إستضافهم المكتب بالطبع سيهولك المبلغ...كان الأولى الإستعانة بالشيخ سامي الواكد أو الشيخ سليمان اللهيميد وغيرهم من أبناء المدينة وتوفير الكثير من المال لخزينة المكتب....

ثالثا: ((مهرجان خلونا برفحاء)) ...الملتقى الصيفي...لا أدري سبب تمسك مكتب الدعوة بهذا الملتقى خصوصا وأنه قد فقد هويته منذ أكثر من عام ..أناشيد ومسرحيات وشعر وفرق سيرك تجي من الخارج وكل هالإزعاج في عشرة أيام فقط وباقي العطلة ...وين يروحون الشباب .....هذا المهرجان يكلف المكتب تقريبا ثلث الميزانية السنوية له ...أقترح على المكتب إنهم يرفعون يدهم عن هالملتقى الصيفي بوضعه الحالي ويسلمونه للمجلس البلدي ويقوم هو بدورة بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى وكل جهة لها برنامج يومي والمكتب مهمته فقط الإشراف والتنظيم ......

رابعا: هناك لجنة داخل المكتب تسمى((لجنة الشباب))..واعرف منها إسمها فقط ونحن الشباب لانعرفها ولا نعلم حقيقة ماتقوم به سوى أنها رمت نفسها جزافا علينا..لذا أتمنى من الأخوة في المكتب تفعيل دور هذه اللجنة ودعمها الدعم المالي والإداري وأن لاتكون كمثيلاتها من الأنشطة التي كتب عليها الموت من قبل أن ترى النور.