يا أيها الليل ؟
هذا أنا من بين آلاف البشرْ
مشتتٌ !
متخاذلٌ !
متسربلٌ بالهم قد خضت البحرْ
متأففٌ !
قد سار في المنفى وأعياه الضجرْ
أبكي على ليلى وأحيانا صخرْ
يأيها الليل ؟
كم فارس مسك العنان وقد مضى
متفائل بالنصر قد شرب الكدرْ
هذا أنا ياليل في جنباتها
أطوي متاعي راجيا وقت السحرْ
لا الناس تنسى غربتي !
أو في الزمان لنا أثر
ياليل اسكب في محيطي قطعة
سوداء من ليل مفارقها القمر !
حال تسر عدونا
وطريقنا قد شاك من بعد الزهرْ
وزماننا في غربة نَسِي العبرْ
وبكاؤنا للشوق أو وقت الهجرْ
ونشيدنا للراقصات على البحرْ
ونداؤنا للغرب صوتك قد حضرْ
نمضي وما ندري عبارة مالخطرْ
قلي بربك هؤلاء من البشرْ؟!!
يا أيها الليل ؟
لو قيل ماقد قيل في حفل العرب
لا تبتسمْ
لا تلتئمْ
لا تنتظرْ
واحجب حبال النور من كوخ القمرْ
هيا اقترب مني سأبلغك الخبرْ
قالوا قديما إنه فن الهذر !!!
يكفي أجبني الآن دون غرابة
أين العرب ؟
ردد بصوت خافت أين العرب ؟
في كل حانات الزمانْ !
شَتَّى كأسراب الحمامْ !
في كل شئ مالعجبْ
تجد العرب !
تجد العرب !
يا أيها الليل ؟
إني صديقك لا تفارق وابتسمْ
فلعل جرحي عن قريب يلتئمْ
لا تبتأس بالنور في وقت الضحى
إني بكهف غاب عن كل الدُّنا
أنت الأنيسُ وغير لونك لم أحب
ماغاضني لو غاب صبح أو ظَهَرْ
إلى أن تعود الشمس في صبح العرب
وأظنها !
في كل شئ مالعجب !
سترى العجب !
!