قد يكون من سوء حظنا في هذا الزمان أن الأخبار المزعجة والأحداث المؤسفة أصبحت تلاحقنا في كل مكان من هذا العالم.. حيث أسهمت التقنية الحديثة في ربط الإنسان بالحدث في كل مكان وزمان.. بل أصبحت تلاحق الإنسان مثل ظله.. اليوم حتى وإن كنت على متن قارب تصطاد السمك في أقصى الشرق، أو كنت منسدحاً على أحد الشواطئ الخلابة في أدنى الغرب.. أو كنت منبطحاً في غرفة مساج خافتة الإضاءة، سيقض هدوءك واسترخاءك خبر حادث مروري وقع على طريق رفحاء حفر الباطن قبل ساعة.. أو غرق طفل في الأحساء قبل نصف ساعة.. أو احتراق سيارة في عقبة ضلع قبل عشر دقائق.. كنا نبحث عن الأخبار.. اليوم الأخبار تبحث عنا.. كنا نصل إليها بصعوبة.. اليوم تصل إلينا بسهولة كبيرة.. وعلى الرغم من تذمرنا من هذا الوضع إلا أننا نتسابق على الاشتراك في هذه الخدمات!
الأسبوع الماضي، وبعد انتظار طويل، أطلقت (الوطن) خدمتها الإخبارية عبر الهواتف المحمولة.. حيث طالبتنا بأن نبقى في الصورة دائما ـ وكأننا خرجنا عنها ـ من خلال الاشتراك في جوال "الوطن" تحت شعار (خليك في الصورة).. اشتركت في خدمة الأخبار المحلية.. وهذه ليست دعاية للخدمة.. انظر يسارك الآن ستجد جوار هذا العمود إعلاناً بالغ الروعة والتصميم يحثك على الاشتراك.. وإن كانت دعاية فمن حقي أن أفعل!
الزملاء أسعدوني بحرصهم الشديد على تزويد المشترك بالأخبار والأحداث أولا بأول، طيلة ساعات النهار والليل.. وحرصهم الشديد على انتقاء الأخبار الخاصة بالصحيفة.. وكل ما أرجوه ألا يتضاءل الحماس مع الأيام كما حدث لجوال إحدى الصحف خلال الفترة الأخيرة، والذي ينام القائمون عليه ثلاثة أيام ويتذكرون في اليوم الرابع أن هناك مشتركين يدفعون رسوما شهرية، وينتظرون.. الخبر!