رجل موسوعي و صاحب اطلاع من الطراز الأول ، متخصص بالدراسات الأدبية , ظهر نشاطه الليبرالي بعد أن أنهى مرحلته الجامعية وبعد أن أصبح معيدا في جامعة الإمام بالقصيم ، وتبنَّت جريدة الرياض هذا النشاط فأدرجت له عمودا أسبوعيا ، ومايدري وماتدري جريدة الرياض بأنها قد جنت على هذا الوديع ، فهو لايزال معيدا ، ترصدت له جامعة الإمام وارادت أن تركنه في زاوية التاريخ المظلم ، لأنه يعارض منهجها المحافظ ، وهذا من حقها إذ لا يجتمع منهج يعارض منهجا آخر في دائرة واحدة ، جاءته الأنباء بأنه إن قدم رسالته الماجستير فسوف تمنحه الجامعة درجة لا تؤهله لنيل درجة الدكتوراه ، فعزف عن كتابة بحثه الماجستير بعد أن قطع فيه شوطا طويلا ، بقي في الجامعة ينشر سمومه بين الطلاب وفعلا أثر على كثير من المنتمين لهذه الموضة ، وعندما تغير اسم جامعة الإمام إلى جامعة القصيم بعد عدة سنوات وجدته بين جنباتها فقالت :
أهلا بك وسهلا تجاوز العمر القانوني لتقديم بحث الماجستير ، إذا أردت أن تصبح إداريا أهلا بك ، وإن رفضت فلسنا بحاجة لك .
خرج غاضبا وقدم شكوى على ما أظن لجهة تدافع عن حقه المسلوب كما يدعي ، هكذا أخبرني أحد الدكاترة بجلسة خاصة في بيته .
لو قارنَّا بينه وبين الأديب أحمد ضيف لرأينا العجب , فأحمد ضيف كان في جامعة غير محافظة فجاملها وسايسها وسايرها إلى منتصف الطريق فحكم بتقليديَّة الأدب الأندلسي , وبعد أن حصل على الدكتوراة أعلن بتجديديَّة الأدب الأندلسي , ونقض آرائه السابقة .
وأما مقالات المحمود الأسبوعية فقد سببت ضجة بين أطراف المجتمع السعودي ، فريق صدَّق هذا وفريق لم يصدِّق ، لأنه كان من المحافظين ، وتجده يتحسر دائما على انتماءه السابق لتيار الصحوة الذي جرفه بداية حياته كما يقول , وقد حمد الله على تحرره من هذه القيود ، ويعد المحمود من أصحاب الوزن الثقيل في فلسفته المتداولة بين المجتمع ، فهذا الرجل يجيد فن التشتيت والمراوغة ، فكتاباته غالبا تكون حمَّالة أوجة وإن كان في كثير من الأحيان يصرح بأفكاره التي يمتطيها ، وقد استضافت قناة العربية محمد المحمود في برنامج إضاءات ومن ضمن الاسئلة
التي ألقاها عليه الوديع الآخر تركي الدخيل قال : مامشكلة التيار المتطرف - ويقصد بهذا التيار الإسلامي المحافظ-
فأجاب المحمود وبكل وقاحة: المشكلة في التخلف .
تركي : التخلف من أي ناحية.فأجاب : التخلف في جميع مناحيه الثقافي والإجتماعي والسياسي .
لقد أطلقها أمام الملا بدون شرط وقيد، وكأن التخلف لم يخلق إلا للمحافظين وكأنهم ما خلقوا إلا له ، وقضاياه التي يتحدث عنها تكون عن تحرير المرأة السعودية , وتقديس الشخصيات التي تدور عليها ملاحظات عقدية ، نعم تذكرت أن أحد الطلاب في إحدى محاضراته قال : هل ترضى يادكتور أن تقود ابنتك السيارة .
أجاب بابتسامة مصطنعة: نعم ، ولماذا التحجر !!
قال الطالب وهو من أهل حائل : أنت لا تملك غيرة يادكتور .
لم يتمالك نفسه فقال: أنت محروم في المادة هيا اخرج . أرأيتم إنها قناعة مزيفة ، لو كان محقا لتقبل رأيه وناقشه كما كان يفعل في محاضراته علما بأن الأسئلة قد تكون أشنع من هذه بكثير، ولو تحدثت عن آرائه وغرائبه لما انتهيت ، لا أخفيكم أنه كان يسمي هرون الرشيد بهرون البليد ، هرون الذي روت عنه كتب التاريخ بأنه كان يحج عاما ويغزوا عاما ينعت بهذا الوصف الجائر، كم أنت تعيسة أيتها الدنيا ، والخافي أعظم ، أسأل الله أن يهدي ضآل المسلمين .