[align=right]


.
.
.


مر العراق بظروف تكاد تكون غريبة على أي بلد في العالم خاصة تلك المرحلة المأساوية التي استمرت قرابة (35) عاماً والتي كان فيها النظام البائد يمارس ضد شعب العراق ابشع أنواع الظلم

كما زج معظم شباب العراق في حروب طائلة كانت نتائجها معروفة وتناولتها وسائل الإعلام والصحف بإسهاب وتفاصيل دقيقة اشتملت على معلومات خطيرة ومؤلمة.
إن الشهداء والجرحى والمعاقين هم كثر جراء تلك الحروب وهي نتائج حتمية لما استخدم من أسلحة ثقيلة تدميرية طالت أجساد العديد من أبنائنا ومزقتهم أشلاءً ومنهم من فقد جزءاً أو أجزاءً من جسده بفعل تلك القذائف والأسلحة الفتاكة. إلا أن هناك مجموعة كبيرة من أبناء العراق الغيارى الذين رفعوا أصواتهم وأيديهم في وجه النظام الطاغي وقالوا (لا) لن نحارب إخواننا ولن نساهم في غزو ديارهم لا في الكويت ولا في السعودية كما كان معداً في عام 1990 وقد هرب الكثير من الشباب الذين زج بهم في الخدمة الإلزامية تحت تأثير الضغط والقوة والإرهاب. وحين لم يجدوا ملاذاً آمناً في وطنهم لكثرة المتابعة الاستخباراتية من قبل ازلام السلطة التي تعددت مصادرها وأسماؤها. ومنها الحرس الجمهوري، الأمن، الاستخبارات، المخابرات، الأمن الخاص، والحزب ومصادر أخرى غير معروفة كلها تصب مجتمعة في خدمة بقاء النظام وتأمين حمايته ومتابعة أبناء العراق في كل مكان لإخضاعهم في صفوف الجيش المحارب دوماً طلبوا الأمان في إحدى الدول العربية الحدودية مع العراق وهي السعودية وإن موقف الحكومة السعودية معروف بكونه لا يقبل سياسة النظام القائم في العراق آنذاك خاصة بعد احتلال الكويت وتهديد الحدود السعودية كما يدعون هم في السعودية.
فتوجه بعض الفارين من ظلم النظام وبطشه في بلدهم العراق إلى الحدود السعودية لاجئين. وقد حالف بعضهم الحظ حين توفرت لهم فرصة مغادرة الأراضي السعودية من خلال المنظمات الإنسانية إلى بلدان أوربية مثل ألمانيا والدنمارك والسويد وحتى كندا ودول أخرى إلا أن الذين غادروا الأراضي العراقية بواسطة طرق أخرى غير المنظمات الإنسانية فازوا وتخلصوا من ظلم السلطة ومأساة (مخيم رفحا).
اللاجئون العراقيون في السعودية بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 وبعد قيام الانتفاضة الشعبية في العراق في مارس/ آذار من نفس العام التي قام جيش نظام صدام بقمعها بقسوة، فر آلاف العراقيين ممن شاركوا في الانتفاضة نحو الحدود السعودية. وقد أطلق على مكان تواجدهم فيما بعد معسكر رفحا. وسيتطرق هذا التقرير لموقع هذا المعسكر وظروف إنشائه وأعداد هؤلاء اللاجئين وظروف معيشتهم ومصيرهم ومواقف الأطراف المعنية بهم.
بلغ عدد اللاجئين العراقيين بعد انتهاء حرب الخليج الثانية 90 ألف نسمة، دخل منهم 33 ألفا إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد انتفاضة مارس/ آذار 1991. وقد تم توزيع هؤلاء في البداية إلى معسكرين أحدهما في مدينة الأرطاوية (شمال المجمعة، وشرقي الزلفي وتبعد عن الرياض 250 كم شمالا) وضم اللاجئين العزّاب، والثاني قرب مدينة رفحا (شمال السعودية ضمن منطقة الحدود الشمالية على بعد 35 كم من الحدود العراقية) وضم اللاجئين المتزوجين.
وخلال عام 1992 تم إغلاق معسكر الأرطاوية ليلتحق من فيه بمعسكر رفحا الذي يضم حاليا حوالي 5000 لاجئ معظمهم من المسلمين الشيعة جنوبي العراق.
استقبلت المملكة العربية السعودية اللاجئين العراقيين في ربيع عام 1991 بتوصية من التحالف الدولي الذي اشترك في حرب الكويت. وقد أعطت أمريكا وعدا بحل مشكلة هؤلاء العراقيين وبإعادة توطينهم في منطقة أخرى.
وتقوم السعودية ببعض الخدمات داخل المعسكر وهي:
· تأمين العلاج
· تكييف المنازل · توفير تعليم ابتدائي وثانوي
كما تتخذ في نفس الوقت بعض الإجراءات الأمنية:
· منع الخروج من المعسكر
· حراسة مشددة من طرف الجنود السعوديين · فرض حظر التجول ليلا
ويشرف على هذه الخدمات ويقوم بتطبيق تلك الإجراءات بعض موظفي وزارة الدفاع والطيران السعودية، بالإضافة إلى هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية السعودية.
اللاجئون برفحا وإعادة التوطين
بدأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام 1991 الإشراف على برنامج إعادة توطين لاجئي رفحا والبحث عن أماكن تؤويهم، وقد فتحت لها مركزا بمدينة رفحا عام 1992.
ولكن برنامج المنظمة توقف عام 1997، ويذكر مكتب مفوضية اللاجئين في الرياض أن سبب التوقف يعود إلى رفض اللاجئين العراقيين عرضا أمريكياً لتوطين حوالي ثلاثة آلاف منهم عام 1997 في الولايات المتحدة، إذ إن اللاجئين اعترضوا على ذهابهم إلى أمريكا بسبب المشاكل والظروف الصعبة التي سيواجهونها هناك، واقترحوا أن يتم توطينهم في الدول الإسكندنافية حيث الخدمات الصحية والتسهيلات الكثيرة، رافضين بذلك العرض الأمريكي، فواجهوا في الوقت نفسه إغلاق الباب من قبل الدول الإسكندنافية، واعتراض أمريكا على طموحاتهم، فتوقف برنامج التوطين منذ ذلك الوقت حتى الآن.
وفي الفترة بين 1992 و1996 تم توطين حوالي 24700 لاجئ في دول متعددة. ويذكر أن بعض هؤلاء اللاجئين قد عاد إلى العراق على النحو التالي:
· 3434 شخصا عادوا في السنوات الأولى أي قبل عام 1997
· 240 عادوا عام 2001
· 66 عادوا عام 2002
ويزيد عدد من بقي في المخيم على 5000 شخص بقليل، وما زالوا مقيمين شمالي المملكة العربية السعودية.
رفحا بعد عقد من الزمن
عرفت سنة 2001 تطورا هاما داخل معسكر رفحا، إذ ظهرت علامات الإحباط على نزلاء المعسكر نتيجة قساوة ظروفهم. فقد أعلن 40 شخصا إضرابهم عن الطعام كما طالب 200 شخص بترحيلهم إلى العراق أو إعادة توطينهم في الخارج.
وتذكر بعض المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين أن نسبة 25% من سكان المعسكر أطفال لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات، مما يعني أنهم منذ أن فتحوا أعينهم لا يعرفون من الدنيا سوى الحياة داخل معسكر رفحا.
موقف العراق من معسكر رفحا
أصدرت وزارة الخارجية العراقية خطابا بتاريخ 28 يوليو/ تموز 2001 إلى السلطات السعودية بغرض السماح للاجئين العراقيين "المحتجزين" في المعسكر بالعودة إلى العراق. كما أجرى العراق اتصالات بالمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بهدف تسهيل إعادتهم إلى الأراضي العراقية. ويتهم العراق السلطات السعودية بأنها تقف حائلا دون تحقيق هذا الهدف. موقف السعودية من معسكر رفحا
ترى السلطات السعودية أن اللاجئين العراقيين المقيمين في مخيم رفحا لديهم مطلق الحرية في العودة إلى العراق، إلا أنها تؤكد أنهم يرفضون ذلك خوفا من بطش النظام العراقي.
وقد وافقت الحكومة السعودية على طلب من اللاجئين برفع المنحة المقدمة لكل عراقي يرغب في العودة إلى عشرة آلاف ريال سعودي، فضلا عن خدمات كثيرة لهؤلاء اللاجئين.
ومعلوم أن منطقة رفحا منطقة صحراوية ذات أوضاع جوية صعبة، مما يلقي بثقله على كل من يسكن فيها. ويرى المسؤولون السعوديون أنهم من ناحية الخدمات قد وفروا مستوى عاليا جداً، وقدموا مصاريف بمليارات الريالات طيلة السنوات الماضية.
موقف المعارضة العراقية في الخارج من لاجئي رفحا
ترى المعارضة العراقية في لاجئي معسكر رفحا نموذجا للتضحية والبطولة ورفض وحشية نظام بغداد، إلا أنها في نفس الوقت تتهم السلطات السعودية باحتجازهم والتضييق عليهم بدون سبب، وتدعو المجتمع الدولي إلى متابعة برنامج توطينهم في الخارج. ولا تزال المعارضة العراقية تنشر من وقت إلى آخر بيانات وتقارير عن هؤلاء اللاجئين.
موقف المنظمة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة حقوق الإنسان
يقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن الحكومة السعودية تقدم مساعدات مالية لرعاية اللاجئين الذين لا يعملون ولا يستطيعون مغادرة مخيمهم إلا بتصاريح خاصة، وإن السعودية أنفقت حوالي 800 مليون دولار لذلك.
وصدر عن المنظمة تقرير عام 1994 عالج النتائج المباشرة عن عمليات سحق الانتفاضة وحرب الخليج، ووضع 33 ألف لاجئ سكنوا في مخيم رفحا بالسعودية بعد فرارهم إلى الكويت والسعودية هرباً من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الحكومية العراقية عقب قمع الانتفاضة الشعبية.ومنذ
توقف برنامج توطين لاجئي رفحا لم يعد للمنظمة العليا لشؤون اللاجئين دور يذكر في شأن هؤلاء. وقد أصدرت منظمة حقوق الإنسان عدة تقارير بشأن لاجئي رفحا تشير إلى أن أوضاعهم صعبة جدا، خاصة أن السعودية لم توقع قط على معاهدة 1951 الخاصة باللاجئين ولا على بروتوكول 1967 المتعلق بحقوق اللاجئين.
مصير لاجئي رفحا
إن مصير نزلاء معسكر رفحا يدعو إلى التساؤل، فهؤلاء اللاجئون وإن كانوا في أعين المعارضة العراقية أبطالا أبوا أن يقيموا تحت ظلم نظام صدام، إخوة لاجئين يعانون من مشكلة إنسانية كما ترى السعودية.. فإن مشكلتهم ما زالت قائمة وحقهم في عيش كريم وحياة حرة ما زال غائبا. ومع تطور الأحداث العالمية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والخليج تلاشى الاهتمام بلاجئي رفحا، وحالت دونه كثافة أحداث أخرى شغلت الأنظمة وحولت اهتمام الإعلام عن سواها.
[align=center]

موضوع قديم .. من جريدة كل العراق ... للركابي ..


ولا أعلم ما رأيكم في كلامه ... ؟!


موضوع ذا صلة .....



http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=10478



.
.
.[/align]


[/align]