



-
مشرف
شهقة من فؤاد طفل عراقي مقتول في حضن أمه
اخترت لكم هذه القصيدة التي أعجبتني وآمل أن تنال استحسانكم
[poet font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أمّاهُ من أشعـل النيران في بلدي؟! =ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنــَدِ ؟!
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟! = وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!
من مزّق الطفل أشلاءً مُبعـثرة ً =من نضّب القصف فوق الآلِ والولـد ؟!
من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ =واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العـُدد ِ؟!
بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ =فلم تزيدي على الشكـوى ولم أزِدِ ..
لهيّتي روعي "بمصـــاص ٍ" أقلّبُهُ =فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟!
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا= والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي
حتى إذا أمطرت من كل قنبلـــة ٍ = ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ
أسلمتُ روحي َ فــي كفّيكِ محتسباً= ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي
و زَفْرُ أنفاسِكِ الحـــرّى يجلّلني = إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجـا = كمـا تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمـة ً =حـــزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ..
أشجانها تنذر الباغي بصاعقــة ٍ =و جحـــفلٍ فــي سبيل الله منعقدِ
مـن شطّ دجلة من نهر الفرات أتى= من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ
أمّاه هل تعلم الدنيا بمــــحنتنا = أمــا لنا في بني الإسلام من مدد ؟!
من ذا الغريبُ الذي يفـري حشاشتنا = ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟!
من ذا الذي فجّر الدنيا بطائـــرة ٍ = غـــدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!!
لمَ التشدّقُ عن حريّتي ، ودمــي = مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!
لم التحدّثُ عن نفطي وقد سـرقوا = زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!
لم التجارةُ في أرضي وفي شـرفي = أمـّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !!
لمَ الرهانُ على حُكمـي، وناصيتي = مثـــل الفريسـة في كمّاشة الأسدِ
لابد للكربِ يا أمّاه مـــن فرج ٍ = والليلُ –إن طـال- لن يبقى إلى الأبدِ
ستنبت الأرض أجيالاً مباركــة ً =تصـــارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنــة ٌ = والفســقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ
والكُرْه في الدين أحقادٌ مــورّثة ٌ = وأجبن ُ القتـــل ِ من رشّاشِ مرتعدِ
دعي الجناية تحكي للألى غفلـوا = حقـــدَ الصليبيّة الحمــقاء من أمد ِ
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا =وهـــوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ = يحيــي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ
دعي الجريمة تروي للألى سكروا = أن النجــــاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ
فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولـــَة ٌ = والخلقُ مـــا بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ ..
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضـى = تبــــاركَ الله ُ فعــّالاً لِمَا يُرِدِ ..
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكـــتْ = واللهُ أرحــــم ُ مـن أمٍّ على ولد ِ
لا تقلقي فابنك المــوءود مضطجعٌ = فـي جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحــد ٌ فلكم = حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !!
شعر: صالح بن علي العمري
[/poet]
التعديل الأخير تم بواسطة همّام ; 23 Nov 2003 الساعة 01:38 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)