شارك برأيك


هل تؤيد اظهار المحبه للمحبوب....أم لا؟



قرأت في كتاب (صيد الخاطر) لابن الجوزيه مايلي:

فصل في اظهار المحبه للمحبوب

من أراد اصطفاء محبوب,فالمحبوب نوعان:إمرأه يقصد منها حسن الصوره,وصديق يقصد منه حسن المعنى.فإذا أعجبك صورة إمرأه فتأمل خلالها الباطنه مده مديده قبل ان يتعلق القلب بها تعلق محكما,فإن رأيتها كما تحب-وأصل ذلك كله الدين كما قال عليك بذات الدين-مل إليها واستولدها.وكن في ميلك معتدلا,فإنه من الغلط أن تظهر لمحبوبك المحبه,فإنه يشط عليك,وتلقى منه الأذى والتجنى والهجران والإذلال وطلب الانفاق الكثير-وإن كانت تحبك-لأن هذا إنما يجتلبه حب الإذلال والتسلط على المقهور.
وثم نكته عجيبه,وهو إنك ربما عملت بمقتضى الحال الحاضره,وهي تحكم بكمال الحب,ثم ان ذلك لايثبت إليك فتقع وتبقى مقهورا ويصعب عليك الخلاص.وربما تمكنت منك بمعرفه سرك أو بأخذ كثير من مالك.
ومن أحسن مابلغنى في هذا أن جاريه لبعض الخلفاء كانت تحبه حبا شديدا,ولاتظهر له ذلك,فسئلت الجاريه عن هذا فقالت:لو أظهرت ماعندى فجفانى هلكت,قال الشاعر:
لاتظهرن موده لحبيب فترى بعينك منه كل عجب
أظهرت يوما للحبيب مودتى فأخذت من هجرانه بنصيبي
وكذا ينبغى ان تكتم حبك للولد,لانه يتسلط عليك,ويضيع مالك,ويبالغ في الادلال,ويمتنع عن التعلم والتأدب.وكذلك اذا اصطفيت صديقا وخبرتته,فلاتخبره بكل ماعندك,بل تعامله بالاحسان كما تتعاهد الشجره,فإنها اذا كانت جيده الاصل حسنت ثمرتها بالتعاهد,ثم كن على حذر فقد تتغير الاحوال,وقد قيل:
احذر عدوك مره واحذر صديقك الف مره
فلربما انقلب الصديق فكان ادرى بالمضره


أعلم ان ابن الجوزيه اشهر من نار على علم ولا اساوي شيء مقارنه به .....لكن كلاً يأخذ منه ويرد الا المصطفى عليه افضل الصلاه والسلام......لا اخفيكم سراً اننى اعارض ابن القيم في بعض الجزئيات من واقع تجارب وقد يكون عصرنا يختلف كثيرا عن العصور الاخرى.....لكن أؤيده في بعض مواطن.....فأحببت ان تدلوا بدلولكم في هذا الموضوع ولي عوده انشاء الله...................


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وفقكم الله