وصول الحرب إلى غرب أوروبا



القوات النازية في باريس بعد غزو فرنسا في 3 مايو


انتهت الحرب المزيفة بين الأطراف وذلك بقيام ألمانيا بغزو بلجيكا، هولندا ولوكسمبورج، وفي 13 مايو تم غزو ألمانيا لفرنسا، وذلك بدخول جيوشها من خلال غابات الأردين Ardennes، جاء ذلك التغول نتيجة خطأ فادح من الفرنسيون عندما تركوا هذه المنطقة بدون أي حماية، لإعتقادهم بأن طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تجعل من المستحيل أن تتحرك بها الدروع الحربية الألمانية لمهاجمتهم، كان معظم قوات التحالف تتمركز في منطقة فلاندرز وهي منطقة مابين فرنسا وبلجيكا، قام الألمان بإعادة تنفيذ خطة عسكرية اسمها Schlieffen Plan وهي ابتكار من أحد الجنرالات الألمان قديما في الحرب العالمية الأولى، وهكذا استطاع الألمان التوغل في منتصف فرنسا وقطع هذه المناطق، الأمر الذي أثقل كفة الألمان واستطاعوا أن ينهوا معركة فرنسا بوقت قصير لم يتوقعه الحلفاء وهو 6 أسابيع يشمل ذلك قصف باريس في 3 مايو الأمر الذي أدى إلى استسلام فرنسا.

من أجل إذلال الشعب الفرنسي أكثر، قام هتلر باصدار وثيقة تم توقيعها في نفس المكان الذي وقع به الألمان وثيقة استسلامهم في الحرب العالمية الأولى، والتي تنص على استسلام فرنسا وتقسيمها إلى طرفين، الطرف الشمالي يحكمه الحزب النازي والطرف الجنوبي يحكمه الفرنيسون والذين كانت عاصمته فيشي. الكثير من الجنود الفرنسيون هربوا إلى بريطانيا، حينها قام الجنرال الفرنسي ديغول بتنصيب نفسه كقائد للمقاومة الفرنسية الحرة ودعاهم لاستكمال القتال، كما أعلنت إيطاليا الحرب أيضا في 10 مايو وتبدأ دخولها في ساحات المعارك مع ألمانيا.

فيشسلاف مولوتوف رئيس الوزراء في الإتحاد السوفياتي والذي كان مقيد باتفاقية عدم الإعتداء بينه وبين ألمانيا، قامت بتهنئة الألمان وحاول أن يشاركهم النصر وذلك بتصريحه الآتي: "إن القيادة السوفيتيه تبعث بأحر التهاني إلى ألمانيا وذلك لنجاحها في حملاتها، إن الدبابات الألمانية التي غزت شمال فرنسا كانت معبأه بالبنزين السوفياتي، إن القاذفات الألمانيه التي سحقت روتردام كانت مليئة "بيروكسلين" السوفياتي (مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات)، إن الرصاص الذي قتل الجنود البريطانين، كان بارودا سوفياتيا ..."

في وقت لاحق من شهر أبريل أقام الإتحاد السوفياتي علاقات دبلوماسية مع حكومة فيشي (المنطقة التي لم تحتل من قبل الألمان في فرنسا).

بعد سقوطها، تركت فرنسا بريطانيا وحيدة في ساحات المعركة أمام المارد الألماني، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشاميرلين يقدم استقالته خلال المعارك المندلعة مع الألمان ليأخذ مكانه ونستون تشرشل، لحسن حظ البريطانيون، الكثير من الجنود قد استطاعوا الهرب من شمال فرنسا بإستخدام الآلاف من القوارب المدنية الصغيرة لتهريب الجنود إلى الشاطئ البريطاني، كما هناك الكثير من التأويل حول امكانية تهريب الجنود بأن هتلر قد أمر بإيقاف وحدات المدرعات استنادا إلى نصيحة وزير الجو، والذي نصح هتلر بإيقاف الهجوم لإعادة تهيئة الوحدات بعد استهلاكها، الأمر الذي فتح نافذة إلى بريطانيا لتهريب جنودها من ساحات المعركة في شمال فرنسا، كما يشار بأن بريطانيا قد استفادت كثيرا وذلك باستخدام نفس الجنود في يوم إنزال نورمندي.

رفض البريطانيون مقترحات كانت قد تقدمت بها ألمانيا كتفاهمات سلام، بعدها قامت ألمانيا بتوجيه طائراتها إلى شمال فرنسا استعدادا إلى ضربة موجهة اتجاه بريطانيا، سميت هذه العملية بـ Seelöwe (أسد البحر) وذلك لأهمية الضربة الجوية في المعركة مع بريطانيا، كما سميت الهجمات الجوية من سلاح الجو الألماني Luftwaffe إلى سلاح الجو الملكي البريطاني بمعركة بريطانيا، Battle of Britain. كانت وجهة نظر الألمان العسكرية هي بتدمير سلاح الجو البريطاني على مطارته، والتي تحولت إلى قصف المدن البريطانية في محاولة لاستدراج الطائرات وتدميرها، لكن لم تنجح أي من المحاولتين في تدمير الطيران الملكي.

خلال المعركة، تم قصف كل المدن الصناعية في بريطانيا وخاصة لندن التي عانت الأمرين من القصف الألماني المركز بالطائرات عليها (كل ليلة خلال أكثر من شهر)، كما تركز القصف الجوي على مدينتي برمنجهام وكوفنتري (مدن ذات أهمية استراتجية لدى بريطانيا) مثلها مثل القاعدة البحرية البريطانية بورتسموث وميناء كنجستون.

ذلك أدى إلى عدم وجود مواجهة خلال المعركة بين الجيوش المشاه، الحرب الجوية جلبت أنظار العالم، امتدت المعارك حتى الأطنطلي، بعدها استخدمت بريطانيا بعض القوات الخاصة "كوماندوز" في ضرب بعض المناطق في أوروبا المحتلة، الأمر الذي جعل تشرشل يفخر بنفسه ويشيد بأفراد الجيش البريطاني قائلا "Never in the field of human conflict has so much been owed by so many to so few".