"جيتك من عرعر ساري.. ماشي على رجليا..
ماشي على رجليا..
قلبي يحبك ويريدك.. بس وش طالع بيديا..
بس وش طالع بيديا"
وعلى الرغم من أن سعاد توفيق لم تر الحدود الشمالية، حسب ظني، ولم تسعد بزيارتها والتعرف على أهلها وعاداتهم وتقاليدهم، إلا أنها أبدعت في تلك الأغنية الجميلة وحفرت اسمها في ذاكرة أهل المنطقة حتى اليوم.
اليوم بعض الأهل والأصدقاء في عرعر ـ تحديداً ـ غاضبون من العمل الكوميدي (كلنا عيال قريّة).. لماذا؟ لأنه يصور المجتمع في عرعر بشكل خاص والشمالي بشكل عام، بهذه الصورة الكاريكاتورية المضحكة.
أحيانا أنتصر لرأيهم وأقول "معاهم حق"؛ سيما وأن من يؤدي الشخصية هو الممثل محمد الطويان.. وهو أحد الذين سكنوا المنطقة ويعرف جيدا محافظاتها الثلاث عرعر ورفحاء وطريف، وعاشوا فيها، وخالطوا أهلها، وألفوهم، وعرفوهم وعرفوا عاداتهم وطبائعهم وسلوكياتهم ومكارم أخلاقهم.. وبالتالي هو يدرك تماما أن أهالي الحدود الشمالية ليسوا بهذه الصورة التي يحاول قسرا نحتها في عقل (المشاهد) الذي لم تسعفه، أو قل لم تسعده الظروف بزيارة منطقة الحدود الشمالية.
هذا أحياناً.. وأحياناً أخرى أقول إنهم يبالغون في ردة الفعل، وحساسين" أكثر من اللازم"، لأن الكوميديا قائمة على المبالغة، وكسر النمطية، والممثل الكوميدي لو صوّر الأشياء كما هي لما استطاع أن ينتزع ابتسامة المشاهد.
هل نسيتم شخصية(فؤاد) و(أسعد عمر قلي) تلك التي صورها طاش ما طاش على أنها الشخصية الحجازية.. وكذا شخصية (أبو علي) من الجنوب.. والعديد من الشخصيات الأخرى تلك التي حاولوا أن يفصلوها على مناطق عدة.. لماذا تغضبون إذن من شخصية (أبو ضاري) طالما أنها لم تتجاوز حدود الكوميديا؟!
الوطن -الخميس11 رمضان 1429هـ الموافق 11سبتمبر 2008م العدد (2904) السنة الثامنة