العمل الخيري... قناعة أم وجاهه؟؟؟
من الظواهر اللافتة للانتباه انتشار العمل الخيري بين قطاع كبير من الطبقات الاجتماعية المختلفة،
ما جعل البعض يستفهم حول أسباب الانتشار الكبير للعمل الخيري، ودوافع الانخراط فيه،
فمن المتطوعين من يقتحم المجال الخيري عن قناعة تامة، ورغبة وحب في البذل والتضحية ابتغاء وجه الله تعالى،
وهناك من يشكك في قناعات هؤلاء، مشيرا إلى أنهم يستهدفون كسب مغانم اجتماعية "وجاهة",أو مآرب أخرى لا يعلمها إلا علام الغيوب.
وفي البداية، نود أن نؤكد على حقيقة، هي أنه ليس لإنسان -كائنا من كان- أن يبحث في نوايا العباد، أو أن يتهمهم بعدم الإخلاص.

محاذير وشروط

هناك محاذير في اختيار المتطوعين في العمل الخيري،
لا يمكن أن يدخل العمل الخيري كل من هب ودب،
فالعمل الخيري لا يقبل الباحثين عن الوجاهه والمراكز الاجتماعية والذين يتعالون على الناس،
كما أنه لابد أن تجري تحريات واسعة على الراغبين في التطوع؛ لأنه لا بد أن يُختار من يمتازون بحسن الخلق،
المعروفين بحسن السير والسلوك.
و أن العمل الخيري عادة يكون مقصد العاملين فيه الخير، وابتغاء وجه الله تعالى.

ومن فوائد العمل الخيري أن تتغير شخصية العامل فيه للأحسن،
بسبب الاحتكاك بعدد كبير من الناس،
خصوصا من الطبقات الفقيرة،
كما أنه يتعلم الصبر، لأنه يلتقي أصنافا متفاوتة من الناس.

المتطوع الذي يبحث عن الوجاهة، يكون كلامه أكثر من أفعاله،
ويشترك في عدة أنشطة دفعة واحدة، وتكون أكثر مشاركاته بالأفكار التي من وجهة نظره،
وعند مطالبته أو تكليفه بتنفيذ ما اقترح من أفكار، فهو غالبا يعتذر ويتحجج بأمور كثيرة.
كما أن مثل هذا الشخص ينكشف بالممارسة، فهو لا يحترم المواعيد، وكثيرا ما يخل بما اتفق على إنجازه بدون عذر مقنع،
فهو يدعي دائما أنه مشغول أو مريض.
ومن الواجب على العاملين في العمل الخيري عدم الانشغال بتكوين صداقات شخصية داخل الجمعية،
حتى لا تصبح الجمعية مجرد مكان يلتقون ويتسامرون فيه، كما يجب على المتطوعين أن يعلموا أن تطوعهم هذا ليس خدمة لأحد،
وإنما خدمة لأنفسهم أولاً، ثم لمجتمعهم ودينهم، وأن ينتظروا الثواب من الله فقط.