هيئة الصحفيين وابن جبرين!
لاشك أن الوسط الصحفي في المملكة قد تلقى بيان هيئة الصحفيين الأخير ـ المتعلق باتهام بعض الكتاب لبعض الصحفيين بالتسول ـ بعين الرضا والارتياح.. والذي لوحت خلاله بعصا القانون تجاه كل من "يرمي الصحفيين جزافا بمثل هذه التهم المعممة التي لا تستند إلى دليل، حتى يظل للصحافة احترامها، ومصداقيتها".
اليوم ثمة أمر آخر لا يقل حساسية عن هذا الموضوع بدأ يواجهه الكتاب.. الفرق أن هذا الأمر سيتم توظيفه للإساءة للصحافة السعودية من جهة وللإساءة للمؤسسة الدينية من جهة أخرى.. وكنت أنتظر ردا توضيحياً للهيئة على الخبر، لكنها ربما توخت أمرا آخر.. وهو ما يجعلني أتولى المهمة نيابة عنها بصفتي الشخصية لا بصفتي عضوا فيها.. فعضوية الهيئة لا تمنح أحداً حق الحديث باسمها..
ـ حيث قرأت الأسبوع الماضي في أحد المواقع الإخبارية أن الشيخ عبدالله بن جبرين طالب بمعاقبة الصحافيين وكتاب الأعمدة الذين "ينتقصون من شأن المشايخ والعلماء عبر المقالات الصحفية أو اللقاءات التلفازية، وذلك عن طريق فصلهم من أعمالهم وسجنهم وجلدهم، متهما من ينتقدون المشايخ في كتاباتهم بـالفسقة".
هنا أقول مع بالغ التقدير للشيخ ابن جبرين، إن مثل هذه الآراء ضررها أكثر من نفعها.. وهدمها أكثر من بنائها، والمستبشرون بها لغايات في أنفسهم كثر.
يا شيخ عبدالله: هناك الكثير من المتربصين بكم.. وهناك الكثير من الذين يهوون اجتزاء الكلام.. وهناك الكثير من الذين ينامون ويستيقظون ليس لهم هم ولا شغل سوى رصد ما تقولونه، ولو كان عابرا في لقاء عابر، ليقدموه للعالم دليلا على التهم التي يحاولون إلصاقها بكم.. وإن مثل هذه الآراء فرصة سانحة لهم.
الكاتب يا شيخ عبدالله عندما يكتب لا تتجاوز أصداء كتابته حدودنا الجغرافية.. لكن آراءكم تصل إلى أطراف العالم.. وإن لم تصل، فهناك من سيوصلها، وأنت أدرى بهم مني!