رأيته وقد إحدودب ظهره وكسا الشيب رأسه وبدا جسمه ناحلا ولا يستطيع السير إلا بصعوبه وقد كنت أعهده رجلا قويا لايحب أن يخدمه أحد .
إنتبه إليه أحدهم فأسنده إليه وأمسك بيده ليساعده .
جال ببصره في أنحاء المكان ليرى من هم في سنه وقد إكتملت فرحتهم بوجود أبنائهم .
خفض رأسه الذي كساه الشيب
لا أعلم لماذا ؟ ربما حتى لايرى مايثير أحزانه وأشجانه ،أولئلا يرى أحد دمعته التي يحاول جاهدا منعها،،
رفع رأسه وقد كنت ألحظه
فقرأت في عينيه نحيبا صامتا أبت عزته من أن يظهر.
سلمت عليه وهنأته بالعيد يبدو أنه لازال يتذكرني رغم كبر سنه وذلك واضح من خلال سلامه الحار علي وترديد أسمي والدعاء لي.
بكيت لحظتها لأجله وحزنت لوحدته ،
وأستغربت حينها كيف لشيخ كبير مثله أن ينتقل من مكان لآخر لتهنأة الأقارب والسلام عليهم ولايوجد معه من يرافقه ويسانده من أبنائه أين هم عن أباهم الذي كافح وضحى ليصيروا بعد فضل الله وكرمه إلى ماصاروا إليه !!
كيف لهؤلاء الرجال- إن صح التعبير- أن يهنأوا بالعيد وأباهم الشيخ الكبير يتنقل من بيت لآخر ولا معين له ولا مؤنس لوحدته.ويقضى عيده لوحده!
كيف يرجو مثل هؤلاء من أبناءهم البر بهم بعد ذلك ؟
والله الذي لاإله إلا هو إنه لدين ويرد لهم بعد حين.
ووالله الذي قرن عبادته ببرهما لايجد المرء طعم السعادة وقد عق والديه.
فلكل من عق والديه أو قصر بحقهما
أقول: أرجع إليهما وأسعدهما وقبل أقدامهما قبل أن يأتي يوم يغلق دونك باب من أبواب الجنه وّلات ساعة ندم..
أرجع يارعاك الله فما أجملها من حياة ولحظات تلك التي تجمعك بهم.واسأل عن ذلك من حُرم منهما..
أعاننا الله وإياكم على البر بوالدينا والإحسان إليهما ،
وعافانا مما أبتلي به هؤلاء .