في مسجدنا .. لعّاب ،،

[هبوب الريح]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء وزوار المنتدى

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

تحية طيبة وبعد :

في مسجدنا .. لعّاب[/align]


[align=justify]هذه الدنيا مليئة بالغرائب والتناقضات التي تجعل منك كمتابع .. تتعجب مرة وتحبط تارة ويتبلد لديك الشعور مرات وتارات ، تريد في كثير من الأحيان إيصال الفكرة والبيان ، لكن اللسان ينعقد عقدا لا تقدر على فكه والأفكار تتطاير من فكرك ولا تستطيع اللحاق بها ، تنظر بعين الشفقة والرحمة والرأفة لذلك الرجل المسكين الذي تراه في المسجد يوميا لا يفارق روضته كما يقال ولا تذكر أن تكبيرة الإحرام فاتته إلا نادرا .. تراه وقد رفع كفيه إلى ربه يناديه ويرجوه ويدعوه وربما سالت على خده دمعة يرجو من الله جل جلاله مغفرة ذنوبه وستر عيوبه ، وهو في الوقت نفسه واللحظة ذاتها .. له ابن من خلفه وقريبا من وراء ظهره قد أرهق المصلين وشوش عليهم صلاتهم .. فلا خشوع بسببه ، ولا طمأنينة بسببه ، ولا تلاوة للقرآن بسببه ، ولا هدوء بسببه ، يأتي ببعض الأطفال معه إلى المسجد ويكون هو المحرك لهم ثم يعيثون فيه فسادا ، لعب ومضاربات ولغط وضحكات ، دورات المياه تشتكي من تخريبهم ، وبرادات المياه تأن من عبثهم ، الناس تتساءل أين أب ذلك الطفل ؟؟ أين ولي أمره ؟؟ ألا يوجد من يربيه ؟؟ أليس له أهل يرشدونه ويوجهونه ؟؟ قال بعض القوم : ربما ذلك الطفل يتيم فلا تلوموه !! والبعض الآخر يقول : ربما والد ذلك الطفل مريض فلا تحرجوه !! ومنهم من يقول : ربما والد ذلك الطفل ليس من أهل التدين والصلاح ولم يدخل المسجد في حياته ففاقد الشئ لا يعطيه !! كل تلك التساؤلات ، وأنا أنظر إلى والد ذلك الطفل فهو ( حي ) و ( صحيح ) و ( متدين ) ، شرقت الحروف بي فلم أحر أي جواب ، ألهذه الدرجة لا يعي كثير من الآباء ضرورة تربيتهم لأولادهم وأنهم مطالبون بها كما هم مطالبون بالصلاة والصيام ، يحدثني صاحب لي يقول : فلان يعتكف أغلب رمضان في داخل المسجد وأولاده في الخارج قد آذوا عباد الله بالقول والفعل !! والشواهد كثيرة ، لكن يحضرني شاهد هنا يقول :

[align=center]لا يبلغ البنيان يوما تمامه .. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم[/align]
باختصار .. كيف تريد أيها الأب رفعة درجاتك وزيادة حسناتك بسبب صلاتك وعبادتك ، وابنك يهدمها بسبب طيشه وسفهه وإيذاءه لعباد الله ، والمصيبة أنك لم تكلف نفسك متابعتهم وتربيتهم ، اتق الله في ذريتك فلربما دعا عليك مظلوم .. فاستجاب الله دعائه ، عندها أنت الملوم .. فأعد ترتيب أولوياتك . وبعد نظرة طويلة لذلك المشهد السريع : لست أدري عندها من اللعّاب هل هو الابن أم والده !![/align]