[align=center]كان هناك مدينه صغيره يحكمها ملك يعيش في قصر في طرف المدينه . وكان الناس يحسون ان هناك امرا ما يجري على غير مايرام داخل قصر الملك ولكن احدا منهم لم يعرف السر ففي كل شهر ينزل اتباع الملك الى المدينه يقتادون حلاقا الى القصر ولا يعود اي حلاق يذهب الى القصر ابدا ولم يدر الناس ان ملكهم له قرنين كقرني الثور على قمة رأسه وكلما طال شعره يحضر حلاقا الى القصر ليقصه ثم يأمر بقتله حتى لا يفشي سره بين الناس فتضعف مكانته وهيبته عندهم ..

وهكذا حتى لم يبق في المدينه غير حلاق واحد وفي يوم نزل اتباع الملك الى المدينه وذهبوا الى دكان ذلك الحلاق واقتادوه الى القصر وعندما دخل الحلاق رفع الملك عمامته ففزع الحلاق من منظر القرنين على رأسه الا انه تظاهر بالهدوء حتى أتم قص شعر الملك ثم نادى الملك جنوده وأمرهم بقتله فقال له الحلاق " انني اخر حلاق بالمدينه وإن قتلتني لن تجد بعد اليوم من يقص لك شعرك كما ان اهل المدينه امتنعوا عن تعليم اولادهم هذه المهنه خوفا عليهم وأن أبقيت حياتي كتمت سرك الى الابد واقسم لك انني لن اقول سرك لأنسان مادمت حيا "

فكر الملك مليا ولم يجد بدا من تصديق الرجل فتركه يذهب واخذ عليه ايمانا غليظا بعدم اذاعه سره وحذره من مغبه ذلك فشكره الرجل وأعاد عليه قسمه..

خرج الحلاق من القصر لا يلو على شي من شده خوفه وفزعه مما رأى ومكث في البريه مده ريثما يهدأ روعه ويذهب عنه خوفه ودهشته من قرني الملك حتى لا يبوح بالأمر لإنسان ثم عاد الحلاق الى المدينه وفرح الناس بعودته وحاولوا معرفه مايجري في القصر الا انه امتنع عن التحدث لاحد .

ولما جاء الليل ضاق صدر الرجل بذلك السر العجيب واحس برغبه في البوح به والتحدث عنه وارقه ذلك الامر فما كان منه الا ان خرج من بيته وذهب الىالبريه
وهناك حفر حفره عميقه وادخل رأسه بها واخذ يردد هامسا :
" الملك له قرنين .. الملك له قرنين .. الملك له قرنين ......"
حتى اطمأنت نفسه وارتاح باله وعاد مطمأن البال..

وهكذا مرت الشهور والحلاق يذهب الى الحفره كلما حلق شعر الملك ويبوح السر وبعد سنين مات الملك ومات الحلاق ونبتت مكان الحفره شجره جميله وفي يوم مر راعي صغير مع غنمه بتلك الشجره الجميله فتاقت نفسه الى صنع ناي من احد اغصانها فاقتطع منها غصنا برده و جوفه وثقبه ثم رفعه الى فمه وما ان نفخ فيه حتى سمع صوتا هامسا يقول :
" الملك له قرنين .. الملك له قرنين .. الملك له قرنين .."

وسار في طرقات المدينه يعزف على ذلك الناي حتى عرف كل اهل المدينه قصه الملك والحلاقين ...[/align]