[align=center]

أخذني أبي (رحمه الله) لحضور اليوم الأول في مسيرتي التعليمية في مدرسة هارون الرشيد الإبتدائية بمحافظة رفحاء "مدينة الضباب" ...

طلب مني أبي أن أذهب مع المدرس إلى الطابور الخاص بفصلي ولكنني أبَيْت وبكَيْت ...

تمسكت بقوة بثوب أبي وأخبرته بأنني لن "أصف" في الطابور إن لم يأتِ معي فوافق وكان بجواري ...

أحسست بالأمان والإستقرار النفسي وبدأت أنظر للطابور بنظرة دهشة مخلوطة بالخوف ...

ذهب أبي ولم أشعر به وأعتقد أنني بكيت بصوت مرتفع ...

ولا أعرف كيف سكت وذهبت إلى فصلي ؟!

عرفت مكان الفصل وكان مقعدي في مقدمته ...

طلب من المدرس أن أكون "عريفاً" عليهم وأن أُخبره بمن يشاغب ثم خرج ...

وقفت أمامهم كطفل واقف أمام زملاءه ...

الكل يضع أيديهم مضمومة على الطاولة بكل أدب وإحترام ورأسي يدور ويدور يبحث عمن يُشاغب ...

أحد الزملاء بدأت منه تسربات "أعزكم الله" على الكرسي ومنها إلى الأرض ...

الحقيقة كان الزميل مشبكاً أصابعه على الطاولة مبدياً الأدب الجم وإتباع الأوامر والتعليمات ولكن للأسف خانه التعبير ...

أتى المدرس "عربياً وليس سعودياً" فأخبرته بأنهم مؤدبون وأن ذلك الطالب "عملها" فسبه سباً مبرحاً ثم إلتف إلي وقال "رووووح غسِّل وشَّك" ...

[/align]