أخرج مسلم عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه ‏.‏ قال ابن دينار ‏:‏ فقلنا أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير ‏,‏ فقال عبد الله بن عمر إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏{‏ وإن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه ‏}‏ ‏.‏ ‏

وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بردة قال ‏:‏ ‏{‏ قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال أتدري لم أتيتك ‏؟‏ قال قلت لا ‏.‏ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه ‏}‏ ‏.‏ وأنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك ‏.‏ ‏

وقال عبد العزيز بن أبي الرواد ‏:‏ إذا كان الرجل بارا بأبويه في حياتهما ثم لم يف بعد موتهما بنذورهما ولم يقض ديونهما كتب عند الله تبارك وتعالى عاقا ‏.‏ وإذا كان لم يبرهما وأوفى بنذورهما وقضى ديونهما كتب عند الله سبحانه وتعالى بارا ‏.‏ ذكره الحجاوي رحمه الله ‏.‏ ‏

وقال أبو الليث في تنبيهه ‏:‏ فإن سأل سائل أن الوالدين إذا ماتا ساخطين على الولد هل يمكنه أن يرضيهما بعد وفاتهما ‏,‏ قيل له بل يرضيهما بثلاثة أشياء ‏,‏ أولها أن يكون الولد صالحا في نفسه ‏;‏ لأنه لا يكون شيء أحب إليهما من صلاحه ‏.‏ ‏

‏والثاني ‏:‏ أن يصل قرابتهما وأصدقاءهما ‏.‏ ‏

‏والثالث ‏:‏ أن يستغفر لهما ويدعو لهما ويتصدق عنهما ‏.‏ ‏

‏وذكر عن بعض التابعين أن من دعا لأبويه في كل يوم خمس مرات فقد أدى حقهما لقوله تعالى ‏{‏ أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ‏}‏ فشكر الله أن تصلي في كل يوم خمس مرات ‏,‏ وكذا شكر الوالدين أن تدعو لهما في كل يوم خمس مرات ‏,‏
والله أعلم ‏.‏ ‏

منقوووووووووول

(( اللهم ارزقنا برهما وارض عنهما ))
أمين
‏‏