[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



يتبادر إلى كثير من الأذهان صورة الفتاة المستقيمة ، بأنها تلك الفتاة البسيطة التي لا تعرف من الدنيا إلا ثوبٌ واسع في البيت و عباءة رثّة عند خروجها !!



و يتبادر إلى ذهن كثير من الناس صورة الفتاة المستقيمة بأنها فتاة لا تعرف من أصناف الجمال و التزيّن أي صنف
فتكون دائماً دميمة المظهر و إن كانت جميلة ؟


فالعِطر عندها ممنوع !!
و اللباس الأنيق محرّم !!
و الشعر المسرّح أو المقصوص بطريقة لا تخالف الشريعة هو عندها من أكبر الكبائر !!


هذه ليست مبالغة ؛ بل هي حقيقة واقع موجودة في أذهان ليس بعض .. بل كثير من الخَلق .


حتى أن بعض (المستقيمين ) حين تُنتخب له فتاة مستقيمة فإنه يتردد أحياناً في الموافقة ، لأنه يخشى أن يتزوج ( أكبر زاهدة )


و بعض الشباب يقول : لا أريدها مستقيمة لا تعرف تتقن فن الأنوثة ؟!


و الذي يؤلم فعلاً و يجري الدمع من العين
هو صدود بعض الفتيات عن طريق الحق و إعتقادهن أنهن إذا استقمن فسوف يودعن حياة الجمال و الأناقة ؟! هذا واقع لاتعارضوه



رغم أن الله عز و جل قد قال واصفاً النساء { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) } غافر



فالنساء من طبعهن حُب الزينة و التزين مهما بلغ مستوى إيمانهن


فهل صحيح أن " الملتزمه " فتاةً كانت أو امرأة .. لا تفقه من جمالها و أناقتها شيء ؟؟


و هل صحيح أن " الملتزمه " تزهد في مباهج الدنيا و زينتها ؟؟


هذان السؤالان و غيرها دارت في مخيلتي و أحببتُ أن أجيب عليهما
و أوضّح بعض الأسباب التي تجعل الناس يأخذون فِكرة خاطئة عن هؤلاء الفئة من النساء



أولاً / هل الفكرة صحيح أم خاطئة ؟؟


الجواب : أن هذه فكرة خاطئة بعيدة كل البُعد عن الصواب
و مسألة ( الذوق ) مسألة نسبية وزعها الله بين العباد و كل إنسان له ذوقه المتميز و الخاص به .
فما يعجب إنسان قد لا يعجب آخر .


ثانياً / ما الذي أدّى إلى نشأتها ؟؟

أما نشأتها فبدأت من بعض الذين استقاموا و فهموا الدِين خطأً و ظنوا أن من لزوم الاستقامة أن تترك الجمال و حُسن المظهر

و الله عز و جل يقول { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) } الأعراف

و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول [ من سحب ثيابه لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقال أبو ريحانة ، لقد أمرضنا ما حدثتنا ، إني أحب الجمال حتى أجعله في نعلي ، وعلاقة سوطي ، افمن الكبر ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، لكن الكبر من سفه الحق ، وغمص الناس أعمالهم .] حديث صحيح


و غيرها الكثير من الحوادث التي وقعت و الآثار التي رويت من أسلافنا العُبّاد الزُهّاد الذين لم يمنعهم حُب الآخرة أن ينسوا نصيبهم من الجمال .


فيا أيتها الفتاة و يا أيتها المرأة
كوني مستقيمة و تستطيعين أن تكوني " كشخة "
البسي في حدود ما أحل الله و ليس عليكِ شيء


البسي الجميل و تزيني بأدوات الزِينة في غير مسرفةٍ و لا خيلاء ..
البسي ما يستركِ و يجعلكِ تبدين أنيقة محتشمة ..




ولكم مني كل حب وإحترام[/align]