السلام عليكم ورحمة الله


يسعدني قرائتكم لآخر مقالاتي في صحيفة الوئام الإلكترونية على هذا الرابط :


http://www.alweeam.com/news/articles...icles-id-5.htm


صامتاً أفكر عن أي شيء أكتب وما في ذهني من شيء ! فالكتّاب ما تركوا شيئاً إلا وعرضوه في سوق الكتابة وقد اختلفوا واختلف الناس معهم وما ائتلفنا في حياتنا الحديثة حول شيء ، حتى في قضايا امتنا وامننا التي لا تقبل النقاش ، ناقشنا واختلفنا ، اختلفنا حول العراق وغزة وأفغانستان والصومال والسودان وفي وطننا ، ويا ليت الكتّاب ما كتبوا ويا ليت الناس ما قرءوا ، لعل الصمت أن يوحدنا ويجمعنا ، بل حتى في الدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يمثل رمز الإسلام الأول الذي لا اختلاف عليه عند أمته ، خالف نفر منا وانفردوا بآرائهم وأقوالهم ، ولكنها في النهاية إرادة الله عز وجل " ولا يزالون مختلفين " . وبينما استعصت علي الكتابة بشيء أجمع به الناس ، وصار بالنسبة لي مستحيلاً ، أتاني على حين يأس مني صوت من بعيد تتبعه أصوات لا تتوقف ، فوجدت نفسي مشدوداً إليه ، أصغي إلى كلماته ، ويسري في العروق صداه فيوقظ في القلوب الأمل النائم. يا سبحان الله هذا هو الحل ، وهذا هو الموضوع الذي ينبغي أن نجتمع عليه ، فما عندي لكم اليوم أعظم منه .




الأذان .... سمعناه صغاراً فحفظناه حفظ الطفولة الذي لا ينسى ، وتناغم نداء الأذان مع نداء الفطرة تماماً فاستمعت له قلوبنا النظيفة ، قبل أن تستمع له أذاننا ، فما عندنا شيء أحسن من صوت المؤذن ، وصرنا نردده في البيت عسى أن نحفظه وننادي به الناس في المستقبل . ثم صرنا من كثرة سماعه وترداده ما نحس به ونفكر فيه ، فألفناه ونسيناه ، وقد كان يشير إلينا المحاضر البريطاني أو الايرلندي عندما كنا في كلية الجبيل الصناعية بالصموت والسكوت حينما يعتلي صوت المؤذن بالنداء ، فيغيب مع مسارب الأذان ، وكأنه يحاول أن يتهجى الكلمات ويحفظها ويترجمها ، ليفهم هذا السر العظيم سر التأثير واللحن الخالد الذي يتكرر كل يوم خمس مرات !




ولو أن أشخاصاً أسمعوك كل يوم قانون الدولة بفقراته وتقسيماته لسئمت منهم وتذمرت من كثرة تكرراهم وحتماً ستخبرهم أن لا يأتوا إليك مرة أخرى ، أما قانون الإسلام بفقراته وجمله فكل يوم يتكرر خمس مرات ، وكل جمله فيها من الوضوح والبيان ما يفهما الجميع الأمي والعامي والصغير والكبير ، ولا تحتاج إلى كتابات وترجمة ونقاش وجدال واختلاف ، وما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة إعلام سوى هذا الإعلان الخالد ، وما كان عندهم كتّاب ولا صحف ولكن الأذان وحده هو إعلام الدولة الرسمي ، وفيه من القوة والتأثير الشيء الكثير فيكفي أن من كلماته " أشهد أن لا إله إلا الله " فيصل بين الإسلام والكفر ، إعلان صريح لا مجاملة فيه ولا ملاطفة و " أن محمد رسول الله " إجماع الأمة كلها على هذا النبي والرضا به إماماً وقدوة وقائد أعلى للدولة الإسلامية . وقد كان يسمعه الكفار واليهود والمنافقين ، حتى يوم أذن بلال بن رباح رضي الله عنه فوق سطح الكعبة يوم الفتح قالوا : أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود !




ومن عجيب هذا النداء أن الناس يكونون في حركة وضجيج ، وحينما يسمعون صوت المؤذن تهدأ حركة الأرض ويتوقف الضجيج ، ثم يقف الناس خلف الأئمة ويتبعونهم بكل حركاتهم ، وما يعترض عليهم من أحد ، فلماذا لا يكون الكتّاب أئمة القراء ، ويوحدوا الصف حتى نكون صفاً واحداً أمام رياح قادمة لا شك عندي والله وحده أعلم أنها ستكون عاصفة ، حتى لا نندم ويذهب الكتاب ويبقى الأذان وحده يعلو الوجود كما كان يوم غزة . إن الأمور سهلة ميسرة غير معقدة فقط تحتاج إلى فهم واستيعاب وأول ما نبدأ به هو هذا النداء المتكرر كل يوم خمس مرات الذي سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم والصاحبة وبني أمية ونبي العباس وبني عثمان والأندلس وسمعته الأرض وطوت له الزمان ، أما عصام العطار في الغرب يتمنى أن يسمعه :



إلى المساجد كم هام الفؤاد بها ***** إلى الإذان كلحن الخلد في صبب
الله أكبر هل أحيا لأسمعـهـــــا ****** إن كان ذاك فيا فوزي ويا طربي