عصر أحد الأيام الجميلة في مدينة الضباب "رفحاء" طلب مني أحبابي أبنائي وأبناء إخوتي وأختي أن يشتري لهم أحد الشباب أيسكريم (كون زون) فإبتسمت لهم ووضعت إصبعي على أنفي فقالوا بصوت واحد: عليه الشحم ...

بعد خروجنا من صلاة العشاء عدت إلى البيت فأتوني أحباب قلبي يذكرونني بوعدي لهم فإبتسمت لهم إبتسامة عشائية تشابه إلى حد كبير الإبتسامة العصرية ووضعت إصبعي على أنفي فقالوا بصوت مجلجل: عليه الشحم ...

قلت: نادوا أحد الشباب حتى أرسله فذهبوا سريعاً وعادوا أسرع وقالوا بصوت يشوبه الحزن: لم نجد أحداً فقلت لا عليكم إئتوني بمفتاح إحدى السيارات الموجودة ... وبلمح البصر عادوا بمفتاح "الكابرس" ...

ركبنا السيارة وكلنا مسرورين ومبتهجين لأننا سنشتري أيسكريم (كون زون) اللذيذ ... كان الجميع يتحدث إلا شخص واحد ظل مستمعاً طوال الرحلة ألا وهو محدثكم ...

طلبتُ منهم أن يرشدوني إلى مكان المحل فأتتني الإرشادات من كل حدب وصوب ...
فهذا يقول :لف يمين .
وذاك يقول: لف يسار ...
وآخر يقول: إرجع ...
وآخر وأخرى ...
وبعضهم يناقض نفسه فيقول لف يسار مع أنه قبل ثواني قال لف يمين ...

لا أخفيكم كنت مسروراً برفقة هذه الكوكبة البريئة أصلحهم الله وأستمتع بسوالفهم خلال الطريق ...

وصلنا إلى محل (كون زون) الواقع بعمارة (شقق الواحة) فنزلنا دفعة واحدة ودخلنا المحل فتفاجأ بنا العامل وفغر فاه وهو يشاهد هؤلاء الأشبال ومعهم رجل كبير ...

قطعت دهشة العامل فطلبت منه 4 سطول ايسكريم وأخذ يحضر الطلب وهو يشاهد الأشبال الذين تحلقوا حول الزجاج الأيسكريمي وبعضهم قفز فوق الزجاجة العلوية وينظر للأيسكريم من فوق ...

أخذنا الطلب وتركنا العامل وقد ارتسمت على محياه الأسمر دهشة كبيرة وهو لا يعلم أن من زاره إنما كان رفحاوي وأبناءه ، وعدنا وكانوا مسرورين بالأيسكريم وأنا مسرور بسرورهم ...