.

.

.

يحدث التدخين السلبي عند استنشاق الشخص غير المدخن للدخان المنبعث من سيجارة المدخن أو من فِيه أثناء الاختلاط (الزوجة والأبناء في المنزل أو الزميل في العمل أو المواصلات والأماكن العامة) وفضلاً عن أن ذلك يُضايق الآخرين ويزعجهم فإن له آثاراً صِحّية بالغة على جميع الأعمار وقبل أن نشرع في بيان ذلك نورد بعض الحقائق عن التدخين.. يحتوي الدخّان المتصاعد من السيجارة على 4.000 مادة(90%غازية، 10% على هيئة دقائق).


من المواد الغازية: غاز أول أكسيد الكربون co، غاز سيانيد الهيدروجين hcn الأمونيا الأكرولين أكاسيد النيتروجين والنيتروزأمينز (والأخيرة مادة مُسرطنة).
ب- من الدقائق: النيكوتين والبنزين ومواد مسرطنة أخرى مثل (البنزوبايرينز، القطران، البولونيوم - 210).


أشكال الدّخان الناتج عن احتراق التبغ:
أ- التيار الرئيسي: Mainstream وهو الدخان الذي يسحبه المدخن مباشرة من رأس السيجارة المتّقد بحرارة تصل 5.000ْم ويمثل 15% من مجمل الدخان المتكون.
ب- التيار الجانبي side stream وهو الذي يتصاعد نتيجة الاحتراق البطيء للسيّجارة بين النفثات ويستنشقه المدخن وجَليسُه ويشكل 85% من مجمل الدّخان المتكون.


آثار التدخين الإرادي
لقد أثبتت البحوث الكثيرة ضَرر التدّخين بما لا يدع مجالاً للشك. وفي المملكة المتحدة وحدها يتسبب التدخين في الوفاة المبكرة لأكثر من 110.000 كل سنة في اسكتلندا يعتبر سرطان الرئة أكثر سبب للوفيات في الأمراض السرطانية بين الرجال والنساء .

الأبعاد الأخلاقية/
يبدأ التعلق بالتدخين بعادة تتحول بمرور الوقت وبسبب الأثر الكيماوي للنيكوتين إلى إدمان، وهكذا يقع المدخّن «ضحيّة» العادة والإدمان!
بالنسبة لغير المدخن فهو أيضاً «ضحية» نتيجة لما يتعرض له من أذى خارج عن إرادته!
يعتبر البعض أن التدخّين أحد جوانب الحرية الشخصية.. وفي الوقت ذاته فإن للآخرين من غير المدخنين الحقّ في أن يستنشقوا هواءً نقياً غير ملوث بدخان التبغ!
ولعل الأكثر إزعاجاً ماتتعرض له فئة الأطفال جراء ذلك والذين قطعاً سيعاني نموّهم الجسماني والعقلي من غير حولٍ لهم ولا طَولْ!
وإذا كان من غير المعقول أن نلوم المدخن لأنه ضحيّة العادة والإدمان.. ولانلوم غير المدخن لأن من حقه أن يستنشق هواء نقياً لاتكدره السمّوم!
فمن الملوم إذن!؟ هل هي شركات التّبغ؟ أم الحكومات؟
بالنسبة لشركات التبغ فإنها مازالت بسبب الأرباح المادية الضّخمة التي تجنيها ترفض أن تعترف بالآثار الخطيرة للتدخين وتسعى جاهدة إلى الانتشار وإيجاد أسواق جديدة خصوصاً في دول العالم النامي (والتي تعاني اقتصادياتها من وطأة الديون!).
إن الحملات الإعلانية والدعاية على التّبغ والحدِّ من آثاره مازال خارج سيطرة بعض الحكومات، كما أن بعض الحكومات الأخرى لا تعنى كثيراً بالتوعية الصحية للجماهير وتغضّ الطّرف عن ذلك مقابل الإيرادات التي تجنيها من العوائد الضريبية لتجارة التبغ العالمية والتي تتحكم فيها مجموعة الشركات العالمية المتعددة الجنسيات!!
والخاسر الوحيد في ظل هذا الجشع المحموم هو الإنسان!.. سِيّان أن يكون دخَّن بإرادته أو رغماً عنه.