صلعة تلمع يحسبها الرائي جوهرة تلمع من بعيد , ووجهً شاحب وأيدٍ صفراء تمسك بعصا وعيون تلمح ذات اليمين والشمال ,بحثاً عن من يخرق قوانين الصف , كان مُدرسنا مثلاً للأب الفاشل ونموذجاً سيئاً لمدرسي تلك الحقبة وشاهداً على سوء اختيار المسؤلين للمدرسين الذين يُفترض اختيارهم وفقاَ لمعايير معينه يُراعا فيها الحد الأدنى من الألتزام الأخلاقي والديني , فعندما أقول الأخلاقي فلأنه كان مستحضراً وطيلة أيام الدراسة قاموسه من الألفاظ النابية ليس أخرها جملة كنا نرددها نحن طلاب المتوسطة وببراءة تلك المرحلة وحتى من باب المزاح والسخرية وهي ( بَدك تبوُس النعال عشان تنجح ياكـ ... !؟ ) (ماكل...... عند الصبح) .

وعندما أقول الألتزام الديني فلأن المذكور كان وبمجرد دخول وقت الصلاة يهرب لخارج المدرسة وبمرأى الطلاب والمدرسين و المدير ,استحضر في مخيلتي الآن وقبل الأختبارات بأسبوع تهديدات المدرس والمدير الدكتاتور , وصاحب الشلوطيات الوكيل من ويل الأختبارات وثبور السقوط
وكأننا في حرب عالمية لا سمح الله , أتذكر تلك الأيام نادماً على خوفي من المدرسين وتصويري لهم وكأنهم رجال حديدية يصعب الوقوف أمامهم ولو عاد الزمن لكنت أُحاسب وبكل شجاعة أي مدرس يهين أحد من زملائي حتى لو وصل الأمر الى الرشق الجماعي بالنعال .

أصبح النجاح في وقتنا الحاضر أسهل من الحضو ر للمدرسة في الصباح بعدما كان أمنية كل طالب , قد يكون السبب تفضيل المدرس الاستمتاع بكامل الأجازة الصيفية على اختبارات الأكمال حتى ولو نجح طالب لايستحق النجاح