.

.

.

.
إليك عني !!

لنبدأ بالذي هو خير
يقول الله في كتابه العزيز : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ويقول : ( خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين )
ويقول : ( ادفع بالتي هي أحسن )

****
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وخالق الناس بخلق حسن )
ويقول : ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا )

****

هذه آيات عطرات وأحاديث شريفات تحث على عدم مجاراة السفيه في سفهه أسوقها هنا ليتمعن كل واحد منا يا أيها الإخوة في معناها وما دلت عليه .
إنها تحمل وصفة ناجعة لا يضل من عمل بها ولا يشقى بإذن المولى ، والمسلم أشد ما يكون الى هذه الوصفه في زماننا هذا الذي كثر في الشين وقل الزين وربما وجد من السفه والوقاحة وقلة الحياء مالا قبل له به وربما جره هذا الواقع السيء إلى سلوك مشين وفعل غير رزين فيجاري السفيه في سفهه والوقح في وقاحته .


****

إن مجاراة السفيه أمر سهل ولا يحتاج إلى كبير عناء وليس أدل على سهولته من قدرة الصبي الصغير والمجنون عليه ، ولكن الأمر الصعب الذي لا يستطيعه إلا الرجال الأشداء هو مقابلة الإساءة بالإحسان والشين بالزين والإعراض عن الجاهل خصوصا إذا كان قريبا تربطك به صلة رحم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )


****

ربما تعرض لك أحد هنا وهناك خلف اسم مستعار أو وراء مصلحة مزعومة أو بسبب حرصه عليك وعلى من وراءك كما يزعم .
أنت هنا بحاجة إلى هذه الوصفة القرآنية النبوية وإياك إياك أن تجاريه في سفهه فإن أبا تمام يجعلك مساويا إن فعلت حيث يقول :
إذا جــاريت في خـــــلق دنيئا ...... فأنت ومن تجاريه ســـواء
رأيت الحر يجتـنب المـــخازي ...... ويحميه عن الغــــــدر الوفاء
يعيش المرء ما استحيى بخير ...... ويبقى العود مابقي اللحاء
فلا والله مافي العـــــيش خير ...... ولا الدنيا إذا ذهـب الحياء

****

فتعالوا إذن نردد في مسمع هذا الذين نمر به بين الفينة والأخرى على بنيات الطريق ، ونسمع منه كلاما لايليق سواء كان يتحدث باسم مستعار ، أو يفعل ذلك باسمه الصريح وضح النهار :

إليك عني إليك عني .... فلست منك ولست مني

سارت مشرقة وسرت مغربا ...... شتان بين مشرق ومغرب

وتقبلوا تحياتي