الرياض : الوئام - بدر الهويل :
هاجمت الكاتبة السعودية سمر المقرن اليوم العديد من المشايخ الذين يظهرون كل يوم على صفحات الصحف منددين ببعض الأوضاع داخل المجتمع موضحة بان معظم بلدان العالم تضع معايير وأنظمة دقيقة لما يجوز للزوجة والزوج فعله عندما يكونان في مكان عام ولكن ما جرى عنه الحديث في بعض الصحف السعودية في الأيام الماضية وحديث البعض حول (إمساك الرجل بيد زوجته) أو غيرها من الأفعال الاخري واعتبار هذا الفعل من أسباب جلب الشبهة ودخول الإنسان في دائرة الاتهام وربما إيقاف رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له هي أمور قد تجاوزت الحد موضحة بأن الأمر كله يحتاج لمراجعة دقيقة ليس فقط فيما يتعلق بتلك التفاصيل الدقيقة وإنما بالعودة لأصل النظرة إلى الناس وطريقة الحكم عليهم.

وأكدت الكاتبة أن ما دعاها لكتابة هذا المقال هو ما قرأته على لسان الشيخ الدكتور محمد النجيمي في أحد الصحف ورؤيته لهذا السلوك الإنساني على أنه مخالف للشرع كما يرى أن في هذا التصرف ما يثير الغرائز مشيرة إلى أنها مازالت تتألم وهي ترى ممثلي الدين الإسلامي والمتحدثين باسمه ينحون بالمجتمع عن الفطرة الإنسانية التي تهذب الروح وتُشعر الإنسان بالأمان والراحة فمؤلم هذا الرأي والمؤلم أكثر أن الكثير من أبناء المجتمع يتأثرون به لأنه صادر عن شخصية يثقون بها.

وأكدت أنها ضد هذه النظرة القائمة أساساً على الشك والاتهام والتخوين إذ الأصل أن نُحسن الظن بالبشر وأن نأخذهم على ظاهرهم وأن نعاملهم على هذا الأساس حتى يتبين العكس في كتاب البخاري وكذا في كتاب مسلم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصة عن عيسى المسيح أنه رأى رجلاً يسرق فقال له(أسرقت) فقال الرجل (والله ما سرقت) فقال عيسى عليه السلام (آمنت بالله وكذبت بصري).

وأشارت إلى انه وعندما يسوق نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام هذه القصة لأصحابه هو لا يسوقها عبثاً بالتأكيد هو يهدف إلى تربيتهم على حسن الظن بالناس وقبول كلامهم وأخذه على ظاهره هو هنا يربي المسلمين على أن تكون قلوبهم طاهرة عندما تنظر للآخر وتحكم عليه وكل نصوصه تدل على النهي عن التجسس وعن تتبع عورات الناس وعن سوء الظن، ولا أدري كيف يمكن أن كل هذه النصوص التي من الواضح أنها تصب في مصب واحد أن نأتي بعد كل هذا فنقول إن إمساك الرجل بيد زوجته في السوق يجعله في موضع الريبة والتهمة وعليه أن يتحمل ما يمكن أن يصيبه جراء ذلك.

وفي ختام المقال طالبت الكاتبة الجميع بعدم الخلط بين الأعراف والدين فديننا الإسلامي أكبر وأشمل من هذه الترهات وأعقل من الإتيان على تحريم هذه الأمور وتمنت لو تحدث أي شخص أن يتحدث برؤيته الشخصية وليس برؤية الدين الإسلامي.




أنه زمن الرويبضه