تحيات طيبات عليكم جميعا اخواتي واخواني في المنتدى
قرأت في الأمس الفصل الذي كتبه ابن عربي وهو يشهد موت ابن رشد وكيف حمل الى مثواه

المشهد لا يخلو من القسوة وفي ذات الآن يزخر بمخيلة ابن عربي الخصبة التي منحته بعدا روائيا مدهشا

ذكر ابن عربي انه كان يقف مع بعض من رفاقه حين مرّ رجل يقود راحلة تحمل جسد ابن رشد على جهة ومؤلفاته على الجهة الأخرى ,

مشهد ابن رشد الذي عاش محنة قاسية في حياته , كان دافعا لأبن عربي ليترك الغرب ويجاور مكة ويكتب فيها اعظم مؤلفاته ( الفتوحات المكية )
فلقد اراد ان لا ينتهي ذات النهاية التي لا تخلو من الم جمّ وهو يشاهد جسد ابن رشد محمولا على راحلة تجوب الطرقات دون ان ينادى عليه ولا يجد ما يعدل هذه الفاجعة سوى الكتب التي انارت لاحقا ظلمات اوربا في قرونها الوسطى

لماذا يشعر المثقف والمفكر في بلداننا بغربة شاقة تستبدّ بروحه وجسده ؟

لماذا عاش المتنبي وحيدا يتقلّب في المفاوز حتى قتل في دير العاقول وهو الذي قال عن نفسه ( انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود )
لماذا رهن المعري نفسه في محبسين وكأنه يصغي الى صمته وينبذ ما سواه ؟
لماذا عاش ابن حنبل محنته والتوحيدي وحدته والجاحظ غربته ؟

لماذا قُتل ابن المقفع والسهرودي وسواهما ؟

لماذا يعيش المفكر وفكره غريبا ومتوحدا في عزلته , عرضة للكيد والهتك والقتل ؟


هذه الأسئلة قديمة قدم وجودنا ذاته , ولكن لابأس من اثارتها بين فينة واخرى

مودتي الخالصة للجميع