لقد ورد بشأن (تقليم الأظافر) أحاديث صحاح كثيرة، وهو فضلا عن كونه واحدا من سنن الفطرة إلا أنه يدخل في موضوعات (التراث الطبي النبوي) المتعلقة بالطب الوقائي والمحافظة على سلامة الأبدان، شأنه في ذلك شأن نظافة العجان ، واستعمال السواك، والمضمضة والاستنشاق في الوضوء، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، إلى غير ذلك من التعاليم الإسلامية وآداب الطهارة والزينة، التي هي في حقيقتها دعائم للطب الوقائي بالمفهوم المعاصر، والذي يمكن أن نضعها في الإطار الموضوعي العلمي (الطب الوقائي الإسلامي

تقليم الأظفار من سنن الفطرة
لقد روي عن النبي صلوات الله وسلامه عليه، الأحاديث الصحيحة عن سنن الفطرة ومنها (سنة تقليم الأظفار). وقد وردت هذه السنة في كتب الحديث الصحيحة لأئمة الحديث (البخاري- ومسلم- ومالك- والترمذي- وأبو داود هـ النسائي.. رضي الله عنهم) وجاءت في مواضع متعددة منها: في صفة النبي r، في الطهارة، في الأدب، في الزينة، في اللباس...
باب خصال الفطرة ، باب ما جاء في السنة في الفطرة ، باب ما جاء في تقليم الأظفار. باب قص الشارب- باب نتف الإبط. ومن هذا يتبين أهمية "سنة تقليم الأظفار" في الهدى النبوي الشريف وفي الآداب الإسلامية .
ا- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي r، قال: (الفطرة خمسة، أو خمس من الفطرة . الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب) متفق عليه .
2- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله r : عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء ، قال الراوي. ونسبت العاشرة إلا أن تكون المضمضة، قال وكيع- وهو أحد رواته: انتقاص الماء يعني الاستنجاء.
رواه مسلم .
(البراجم) بالباء الموحدة والجيم وهي عقد الأصابع.
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله r يقول: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد ، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط).
وفي التوقيت في تقليم الأظافر
1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال. " وقت لنا- وفي رواية، قال: وقت لنا رسول الله r- في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة. أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة ". أخرجه أبو داود والترمذي ومسلم والنسائي. وقال أبو داود: " وقت لنا " أصح. وقال النسائي: وأكثر من أربعين يوما "، وقال مرة " أربعين ليلة" .
2- في صحيح مسام عن أنس قال : " وقت لنا النبي r في قص الشارب وتقليم الأظفار، ألا نترك أكثر من أربعين يوما وليلة " .
3- وقال النبي r " من قلم أظفاره يوم الجمعة وقى من السوء إلى مثلها " رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها .
ومما سبق من الأحاديث نرى أن التوقيت في تقليم الأظفار وضع بين حدين:
ا- الحد الأعلى الذي لا يزيد عنه المسلم في ترك الأظفار، وهو أربعون يوما (أو أربعون ليلة)، وجاء التحديد بصورة النهي بعبارة " أن لا نترك) .
2- الحد الأدنى لمدة أسبوع. وفي يوم الجمعة بالذات، ليكون تقليم الأظفار ضمن سنن الجمعة. وجاء التحديد بصورة الترغيب بعبارة " وقى من السوء ".
ثالثا
الموانع الشرعية لإطالة الأظفار
قد تكون (إطالة الأظفار) إهمالا وجهلا، وهذه خصلة منفرة وغير مقبولة لدى المجتمعات المتحضرة لاتساخ الأظافر وقبح شكلها .
وهنا على الجانب الآخر (إطالة الأظفار) تأنقا وتجملا، وزينة، باسم التمدن (والموضة) وقد انتشرت هذه الخصلة السيئة في العالم، وانتقلت إلى العالم الإسلامي رغم مخالفتها للآداب الإسلامية وسنن الفطرة كما وردت بالسنة النبوية الشريفة وابتلى بها نساء المسلمين بصفة خاصة. وأصبح العالم- الآن- ينفق المبالغ الضخمة على (إطالة الأظفار) وتجميل هذه الزوائد المخلبية، والمحافظة عليها كما أصبح لهذه البدعة السيئة- المنافية لتعاليم الإسلام- من يهتم بها ويحرص عليها من المتخصصين والخبراء، وأصحاب الحرف، وشركات إنتاج المستحضرات، ومحلات بيع هذه المستحضرات، والكل مسخر للعناية بهذه المخالب البشرية تلبية لرغبات من يتزينون بها، وذلك وفق مخططات شيطانية عالمية لاستدراج البشرية إلى مهاوي الرذيلة ومواطن الفساد في كل أمور الحياة.
وحديث إن (إطالة الأظافر) عمدا والتزين بهذه الزوائد المخلبية يعتبر عملا منافيا لتعاليم الإسلام، فمن الواجب على المسلمين أن يتجنبوا تلك البدعة السيئة وإلا فإنهم يرتكبون عملا مخالفا لشريعة الإسلام، كما أن كل من يتكسب من طريق هذه البدعة السيئة- يكون متكسبا من عمل لا يقره الإسلام، وعليه أن يترك هذا العمل ويتكسب من طريق آخر لا يتعارض مع تعاليم الإسلام، ليكون مكسبه حلالا.
ونذكر المخالفات والموانع الشرعية المتعلقة بإطالة الأظافر فيما يلي:
1- تتعارض بدعة (إطالة الأظافر) مع سنن الفطرة التي جاءت بها الأحاديث النبوية وهي بالتالي تتعارض مع هدي النبي r ، والمسلمون مطالبون باتباع كل ما جاء به النبي r، واجتناب كل ما نهى عنه.
2- (الأظفار الطويلة) قد تكون سببا في تعذر وصول الماء إلى مقدم الأصابع ، كما أن المستحضرات التي تدهن بها الأظافر بقصد تجميل (الزوائد المخلبية) تترك طبقة ذات سمك على الأظافر، وتحول بينها وبين ماء الوضوء، ويترتب على ذلك في كلا الحالين عدم إسباغ الوضوء ، أو عدم حسنه ، مما يتطلب إعادة الوضوء مرة أخرى ، وإزالة (الدهانات) قبل الوضوء.
وهناك فتاوى بعدم صحة الوضوء في حالة وجود مواد التجميل ذات السمك والتي تسمى (مونيكير) على الأظافر، ووجوب إزالتها من على الأظافر قبل الوضوء ليصح الوضوء وتصح الصلاة، ومن هذا نرى أن الأظافر الطويلة قد تكون سببا في عدم صحة الوضوء .
3- الأضرار المترتبة على طول الأظافر- والتي سنذكرها بمشيئة الله- في مبحث الدراسات الطبية- تجعل هذه البدعة تتعارض مع شريعة الإسلام- القي جاءت تحافظ على حياة الإنسان وصحته وسلامته ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة في ) " سورة البقرة/ 195 " "لا ضرر ولا ضرار ".
4- " إطالة الأظافر " تشبه ومحاكاة لأهل الكفر والفساد ، في عمل يتعارض مع الهدي النبوي ، ولا يخفى على أي مسلم أن التشبه بأعداء الإسلام في تقاليدهم ولباسهم ومناسباتهم عمل يتعارض مع شريعة الإسلام، وهو منهي عنه خاصة إذا كان التشبه من باب الاستحسان والتقدير في أمور تتعارض مع تعاليم الإسلام.
يتبع