تناقض المرأة هو الذي يجعلها لغزا , وهي لغز لأنها متناقضة ..

فمن تناقض المرأة أنها تقول لا وهي تعني نعم

وانها تصبر على الأمور العظيمة ولا تصبر على الأمور التافهة

و انها ثرثارة لا تؤتمن على سر وهي مع ذلك أقوى من الرجل على حفظ أسرارها الحميمة

وهي تكتم الحب و لا تكتم الكره و تشتد في الأمرين

و تعتقد أن حياتها معلقة بهذا الفستان ثم تزدريه بعد يومين أو ثلاثة

وهي قمة الرحمة و لكنها قمة القسوة إذ تعذب أطفال زوجها من غيرها

و هي غاية في الوفاء و الجحود معا , و جنسها مرتبط بالحياء و لكنها قد لا تستحي حيث يستحي الرجال

وهي قوية في ضعفها ضعيفة في قوتها حتى جاء من العلماء من يعتبر المرأة هي الجنس القوي

وهي تهرب ممن يتبعها و تتبع من يهرب منها

وتحب الكريم و قد تحب البخيل الذي يذل كبريائها و لا يخضع لغوايتها

و تحب الرجل القوي و قد تحب الرجل الضعيف الذي يحتاج إلى حنانها

أو الذي في قلبه جروح تود تضميدها

وهي تكره الغيرة و تكره الرجل الذي لا يغار

وهي تريد الرجل لها وحدها و لكنها أتعس ما تكون إذا وثقت من ذلك تماما

و هي قد يغضبها التافه من الأمور و لا يغضبها الخطير



و عندها حالتان تضاعفان ظهور التناقض كما يقول العقاد هما

( طبيعة المراوغة التي و صفن بها إذ .. يمتنعن وهن الراغبات .. و طبيعة الاستغراق في الساعة التي هي فيها و نسيا ما قبلها و ما بعدها , فيبلغ العجب أشده بمن يراقبها ان يراها تنتقل بين أطوارها كما ينتقل الممثل بين أدواره و لا يخلط بينها أو لا يستبقي من سوابقها بقية في تواليها

فمن المشاهد ان الرجل إذا قضى يوما أو اسبوعا في مناداة اسم من الأسماء _ لا سيما نداء المفاجأة _ أخطأ فسبق به لسانه في جلسة أخرى لا يود أن يكره , بل لعلمه يود أن يكتمه و لا يوميء إليه ..

وقلما يشاهد في هذا في محادثات المرأة و لو تلاحقت بين ساعة و ساعة

لأن الساعة التي هي فيها تستولي عليها فلا يزل لسانها بالاشارة إلى غيرها

و لكنها تستعين هنا بطبيعتين أصليتين فيها و هما : طبيعة النفاق و طبيعة الاستغراق !)







و لا يعني هذا ان الرجل يخلو من التناقض فالتناقض صفة بشرية حسب حالات النفس

كما أن الرجل في اعتقادنا كان و لا زال لغزا في عين المرأة لم تعن بدراسته و استقصاء احواله

لأنه هو الذي يطلبها و ليست هي التي تطلبه !!


منقوله