بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء وزوار المنتدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد :

عالم ، الأكثر مبيعاً في العالم !!


[justify]أحسنَ عليّ أحد الأصدقاء العزيزين على قلبي وطلب مني ـ في سَفرة خاطفة لي إلى إحدى المناطق ـ أن أزور المكتبات لشراء غرض له يتعلق بلوازم التقنية والكمبيوتر .. وللأسف هذه حالنا أهل الشمال نفتقر لكثير من الأمور الحياتية فنرقب أي مسافرٍ لنعطيه سِفرا من الطلبات .. طبعا لم يكن ثمت بدّ ـ مع زحمة الأشغال وضيق الوقت ـ أن أجعل طلبه من أولى الاهتمامات ، وبعد الفراغِ من بعض الأعمال تفرغت لطلب صاحبي .. ذهبت لتلك المكتبة العريقة والكبيرة فتشتُ عن طلبه واستفسرت عنه وانتهت المهمة بسلام .. كان هناك متسعٌ من الوقت عندها خطرت ببالي فكرة المرور على الكتبِ بأنواعها وأن أجوبَ الرفوف بأقسامها ، فقمت بذلك على الفور دون تَردد .. كانت الكتبُ كثيرة والمؤلفات لا حصر لها في الشريعة والاقتصاد والسياسة وفن الرواية والقصص والثورة الفكرية المعاصرة وكتبٌ مترجمة لعلماء غربيين وهلمّ جرى .. في أثناء التجول وبعد مرور وقتٍ لا بأس به أصابني نوع من الخوف أو لنقل قليل من القلق والسبب يعود لأني كنت وحدي بين تلك الكتب والقراطِيس فليس يوجد أحد غيري يتصفح ويقرأ وينظر ، حتى الموظفونَ في المكتبة بعيدون عني وجالسون لوحدهم عند ( الكاونتر ) ، لاحَ في خاطري سؤال : ترى هل انعدم القراء من مجتمعاتنا ؟ هل باتت ثقافة الاطلاع وزيارة المكتباتِ مفقودة ؟ أم أن وقت زيارتي للمكتبة كان في وقت متأخرٍ من الليل ؟ كلي رجاء أن تحسنوا معي الظن .. بيت القصيد من هذا الموضوع برمّته أني كلما مررت على رف من الرفوف أو ركن من الأركان أجد في إحدى الكتب مكتوبا على الغلاف ( هذا الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم ) في بداية الأمر لم يربني أي أمر فأخذت أتصفحُ الكتاب وأمر على فصوله وأطلع على فهارسه ، والكتاب الثاني كذلك والثالث أيضا ، لكن طالتِ المسألة واتستعت الرقعة كما يقال بشكل ملفت فبين كل ست أو سبع كتب أجد تلك العبارة ( هذا الكتاب الأكثر مبيعا في العالم ) موجودةً على غلاف كتاب آخر .. وقفت مليا وتساءلت : مالذي يحصل !! هل هذه العبارة صحيحة ؟ أم أنها فقط تَسويقية للكتاب ؟ وإن كانت كذلك فما حال الكُتب الأخرى التي يوجد على أغلفتها نفس النص السابق ، وإن كانت كذلك أيضا ـ وأرادوا التحري والدقة ـ لم لا يكتبونَ عبارة ( هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً في العالم ) .. إن محاولة الترويج للكتبِ والمؤلفات عن طريق تلك العبارات ضربٌ من الاستخفاف بعقول الناس وابتزازٌ لجيوبهم وأموالهم ، وقد كنت احد أولئك الضحايا حين اشتريت إحدى الكتب الغربية المترجمة الموسومة بتلك المقولات السحريةِ على أغلفتها ، وما إن بدأت في قراءته حتى لم أقدر على إكمال عشرين صفحة منه .. لست أدري هل السبب يعود في ذلك إلى تلك الترجمة البائسة والمكسرة المتهالكة التي بصدق وأنت تقرأها كأنك تتحدث مع عامل ( بنقالي ) لم تدم مدة إقامته على خمسةِ أشهر في إحدى دول الخليج طبعاً باستثناء دولة الكويت !! أم أن تلك العبارة ( الأكثر مبيعاً في العالم ) تقصد العالم كله باستثناء العالم العربي !! أم أن المشكلة تكمن فيّ كقارئ !! لن أترجاكم هذه المرة فهي خياراتٌ ليس في اختيارها جميعا أو واحد منها أي إحسان ظن البتة .[/justify]