إن بعض الناس من تأخذ سيرته الألباب وسطرت كلماته في كتاب تناقلتها أفواه العباد في شتى البلادإن

ذكر تفتقت إليه آذانهم وأقبلت قلوبهم بل ربما قالو ليتنافي زمانهم وليتنا صاحبناهم وجالسناهم وعلى

رأس هؤلاء محمد صلى الله عليه وسلم وهذالامر لاينتطح فيه كبشان لكننى لم أذكر قصة عنه صلى الله

عليه وسلم وإنما عن قصة من خرج من بيت النبوه جده قال فيه عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من

موسى وأبوه سيد شباب أهل الجنه أذكر قصته التي مع هشام ابن عبد الملك لما خرج هشام حاجا

ومعه رؤساء أهل الشام فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس فنصب له منبر فجلس عليه

ينظرإلى الناس وأقبل رجل هوالذي سطرت فيه هذه العبارات (زين العابدين) فطاف بالبيت فلمابلغ الحجر

الاسود تنحى الناس هيبة وإجلالا له فغاظ ذلك هشام فقال رجل لهشام من هذأصلح الله الأمير قال لا

أعرفه وكان به عارفا ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام ويسمعوامنه فقال الفرزق وكان حاضرا أنا

أعرفه فسلني ياشامي قال ومن هو فقال

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته . والبيـت يعرفه والحل والحــرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم . هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذاابن فاطمة إن كنت جاهله . بجده أنبيــــاء الله قـدختـمــو

إذا رأته قريش قال قائلها . إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء ويقضى من مهابته . فمايكلـــــم إلا حيــن يبتسم

يكاد يمسكه عرفان راحته . ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

فليس قولك من هذا بضائره . العرب تعرف من أنكرت والعجم

أي الخلائق ليست في رقابهم . لأوليــّـــــــة هذا أولــــه نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا . فالدين من بيت هذا ناله الأمم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرته . كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

فحبسه هشام بن عبد الملك

ووجه إليه علي بن الحسين(علي زين العابدين) عشرة آلاف درهم وقال: اعذر أبا فراس، فلو كان عندنا

في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناك به. فردها وقال: ما قلت ما

كان إلا لله، وما كنت لأرزأ عليه شيئاً. فقال له علي: قد رأى الله مكانك فشكرك،

ولكنا أهل بيت إذا أنفذنا شيئاً ما نرجع فيه. فأقسم عليه فقبلها

فرضي الله عنه