أصدقائي أحبائي .. إخواني أخواتي لا أعلم ماذا أقول ولكن صدق أو لا تصدق .. ؟؟
اليوم إبن أختي إرتفعت حرارته وبدأ بالسعال .. وبصفتي الأب التنفيذي له ( نظرا ً لأني أبقيته عندي دون والديه وإخوته هذه الفترة لأساعده في خفض وزنه ) ..
ذهبت به إلى مستشفى رفحاء تقريبا ً الساعة الثاني عشر صباحا ً .. دخلت فإذا بالصيدلية قد تغير مكانها وأصبحت مكان جديد وهناك تغييرات في التنظيم .. نظرت فلم أجد الصيدلي .. وجدت شابين في الصيدلية فقط !!
دخلنا إلى عيادة الأطفال .. وقد شطبت كلمة عيادة وألصقت مكانها طوارىء الأطفال .. فإذا بقسم أشبه ما يكون بزجاجة فارغة .. فلو أتيت هذا المكان وأنت معافى ستخرج بلا شك بالأمراض .. لأن المكان ضيق جدا ً جدا ً .. !!
ممر ضيق ومحطة تمريض فارغة .. وصرااااااااااااااخ .. وااااااااااااااااا وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع عععععععععععععععععععععععععععععع ...
وأذكر بأني قرأت إحصائية بأن أكثر الأصوات إزعاجا ً هو صوت التقيوء ..
دخلت وأنا متلثم .. وكذلك إبن أختي وصديقي الدب الصغير كان متلثما ً .. سلمت .. فإذا بإزدحام شديد .. جدا ً ضللت واقفا ً فإذا بالناس تتدافع على الباب لترى .. فمن باب العدل .. وحتى لا أكون شاذا ً بينهم .. أطللت إطلالة سريعة داخل الغرفة .. فوجدت كل هذا الإزعاج من طفل صغير .. وإذا بوالدته وقد ملأ عباءتها القيء .. تصارع الطفل بينما الطبيب الميكانيكي يكشف على شاص الطفل ..
سألت شاب لم أعرف أنه ممرض إلا من خلال قصة شعره .. ألا يوجد أوراق شيء تنظيمي .. ؟!
قال لي لا الدخول مباشرة .. والأوراق من الدكتور نفسه ..
دخلت إمرأة كبيرة السن ومعها فتاة عمرها تقريبا ً 11 عام .. وإلتصقتا بالزاوية وأنزوتا خجلا ً من الرجال .. ودخل بعدهم عدة أشخاص ..
دخل رجل فعرفت أنه والد الطفل من خلال القيء الذي غطى أغلب ثوبه الأسود .. فإذا به يقول " يا دكتور هذي هي العصاري " .. وكلام غير مفهوم ولكني إلتقطت كلمت "أنطيناه الديواء " .. المهم دار الكلام بينه وبين الطبيب .. وأنتهى بالرجل الأحمر .. والد الطفل الأحمر .. يقول الله لا يهينك يا دكتور .. خرج الطفل المزعج ضاحكا ً ..
قام الشاب الوسيم .. بإدخال أحد المريض قبل الجميع -وربما في دوره لا اعلم- .. وأنهى مراجعته وخرج معهم للخارج فلم يتبقى في غرفة الطبيب سوى الممرضة .. ورائحة القيء .. إنتظرت حتى جاء الدور لدخولي " طبعا ً التقييم ذاتي ولا تنتظر أن يناديك أحد فقط أدخل وألق نظرة .. ودورك حسب شطارتك في الرياضيات .. "
قبل أن أدخل وأنا أمام الباب مباشرة إلتفت ُ إلى العجوز والبنت الصغيرة .. فوجدتها محرجة وأنا ورائي الكثير ولا أضمن حصولها على دورها .. فقلت " خاله .. دورك " .. دفعت صغيرتها إلى الأمام وقالت " بسرعة بسرعة " .. ودخلتا عند الميكانيكي .. بحكم كبر الباب .. وبقائه مفتوح .. رأيت الفحص كيف كان .. ؟
وهنا الطامة ولب الموضوع ..
قال للصغيرة إفتحي فمك .. فلما فتحت فمها .. إقترب بآلة سوداء مضيئة ضوء غريب .. ليكشف لوزتيها .. فتوقعت أنه آلة جديدة وتقنية حديثة بمعدن مكتشف ومحضر من تربة المريخ المريخ أو من تراب عطارد أو حتى من أجرام زحل ..
ولكن تخلخل ظني بسبب أنهم عندما ارادو قياس الحرارة إستخدموا الطرق القديمة .. فلا أعلم أين هم من التطور العالمي .. فوالله أن ما إستخدموه لقياس الحرارة هو نفس الجهاز الذي قيست به حرارتي قبل ان أدخل المدرسة .. المهم أمعنت النظر في الجهاز الضوئي الذي كان بيد الميكانيكي الطبيب .. فكأني بـ جوال الكشاف .. بعد قياس حرارة البنت .. عاد الميكانيكي لفحص لوزتي الفتاة .. فقمت بإلتقاط صورة ..
إنتهى كشف المرأة وصغيرتها .. وجاء دوري للدخول .. فتقدمت .. وحينما إقتربت .. وجدت على الطاولة الآلة الحديثة .. فإذا هي فعلا ً جوال الكشاف .. يستخدم نوره ليرى لوزتي المريض ..
؟!
لا أعلم في أي عصر نحن ؟
قلت للميكانيكي الغبي .. دعني أستخدم فلاش جوالي لينير جيدا ً .. فقال لي " ما يحتاج" بدلاخة غير مستغربة.. ففتحت الجوال الـ N95 وفتحت الكاميرا بعد أن بدأ كشفه وألتقطت صورة له واضحة جدا ً وهو مستخدم جواله للكشف على الدب الصغير ..
وأن أفكر كيف سيعقم الجوال بعد هذا الإستخدام .. بل كيف سيعقم يده المــُـجرثمة .. وعقله البكتيري .. الفذ القذ ..
أنهى فحص اللوزتين بإستخدام برنامج إنتي لوز كاسبر .. فكتب دواءه .. فقلت دكتور الولد عليه حراره .. فقاست الممرضة الحزينة حرارته فوجدتها مرتفعة .. وأضاف دواء آخر .. أخذت وصفتي .. وأتجهت للصيدلية .. فلم أجد الصيدلي .. كل ما وجدته .. شاب يلبس ثوب شتوي قد إنقرض أشباه خاماته من حتى سوق الهنود .. و"طاقية" تخفي آذانه وجاكيت "صديرية" الذي لبسها الوليد بن طلال عام 1416 هـ .. في عيد الفطر .. وأنتشرت في تلك الفترة حتى أنها أصبحت قديمة في عام 1420 هـ ..
المهم سألته أين الصيدلي فقال لي وش عندك نظرت للوصفة وأنا متردد أأعطيها له أم لا ؟
فأعطيتها له .. وأعطاني الدواء أخذتها فكات الصاعقة .. وجدت حبوب .. ؟
تخيلو بعد كل هذا وجدت حبوب .. ؟
كنت أتوقع أن أجد قليل من المرة .. والحلتيته .. وزيت زيتون ..
المهم قلت له كيف إستعمالهن ؟
قال لي الوصفة بدون نفس لأنه كان مشغول بشيء ما تحت الطاولة .. حاولت أختلس نظرة .. كنت أتوقع أن جد " هوز شيشة " .. أو " يد بلاي ستيشن " .. أو طفاية سجائر .. ؟
فلم أنجح في إكتشاف ماذا يدور تحت طاولة الصيدلي .. ولا طاولة مدير المستشفى ؟
الآن ..
في النعيرية ..
تأتي للكشف عند الطبيب .. فيعطيك الورقة ليحولك لغرفة التمريض .. بينما تؤخذ حرارتك وضغطك بالأجهزة الإلكترونية المعقمة جيدا ً .. يكون هو قد أنهى فحص مريض أو إثنان ..
أنا أقول هذا في النعيرية .. التي لا يوجد فيها كتاب كبار كرفحاء .. ولا أناس يطالبون كرفحاء .. ولا شهادات عليا كرفحاء ..
فما بال رفحائي أضحوكة ؟
أين ذهبت الأجهزة ؟
إنفلونزا الخازير ومطهراتها .. في كل ممر في مستشفى النعيرية .. ومدارسها يوجد مطهر .. مستشفى رفحاء .. لا أعلم أين ذهبت الميزانية ؟
الأجهزة الكشفية .. طبيب يستخدم جواله للكشف .. وبيدين عاريتين .. وجهاز قياس حرارة قديييييييييم .. وبلا إستقبال ولا تحويل .. مكان صغير موبوء .. دكتور شكله لا يؤهل أن يقال له دكتور .. بل إنه حتى " صديق " كثيرة جدا ً عليه ..
هذا وهو في طوارىء فلذات أكبادنا وأطفالنا الصغار .. فما الذي سينتظرني في عيادة الطوارىء العامة ؟
أتوقع .. أني سأجد الطبيب يستخدم نور السيارة في الكشف .. .. ومفتاح الكفرات للحرارة .. ويد العفريته للضغط .. وماء الراديتر للمغذي ..
للأمانة .. والله وبالله وتالله .. أني لا أعلم من هو مدير المستشفى الآن .. ولا من هو المسؤول عن هذا .. ولكني سأرسل الصور لوزير الصحة .. للأمانة فقط !!
والسلام ختام ..
مواقع النشر (المفضلة)