بسم الله الرحمن الرحيم



لو دامت لغيرك ما وصلت يومًا إليك



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرح انتقادي يسلط الضوء على عينة من البشر

كانوا أسوياء وعندما حدث لهم تغير بسيط في حياتهم

أما بترقية أو حصول على شهادة أو أي شيء يعتقد

أنه متفرد به عن من حوله أنقلب على عقبيه وتكبر وتجبر وتفلسف

وما علم أن الكبر والغرور من صفات الشيطان وهو

الذي أخرجه من الجنة

وللأسف منتشر بشكل كبير

هناك من الناس عندما يمنحهم الله سبحانه وتعالى نعمة من نعمة

فإنهم ينسبون الفضل لأنفسهم كما فعل قارون

قال الله تعالى : " قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ " القصص : 78

وينسون أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .

فعندما يتولون بعضاً من مهام ( مسؤول )

فإنهم لا يقبلون النصيحة بحجة انهم هم الوحيدون الفاهمون ، ولا يحرصون على كسب الصداقات

النبيلة الشريفه

ولا يبالون ولا يكترثون بصورتهم هل تحسنت في نظر الآخرين أم ساءت

أمثلة على بعض تصرفاتهم :

1- مسؤول .. بعد أن تولي منصبه تغيرت شخصيته 180 درجة.. فبعد أن كان متواضعاً ويعامل زملاءه كأنهم إخوانه .. أصبح متعجرفاً يعامل الموظفين وكأنهم عبيده .. وبعد فترة طار المنصب وعاد المسئول موظفاً عادياً ولكنه لم يجد زملاءه .

2- شاب كان مثالاً للشباب المتواضع الخلوق .. بعد أن عاد بشهادته الجامعية من إحدى الدول الأوروبية ظن أنه ملك الدنيا وبأن الجميع أقل منه في المستوي الثقافي والاجتماعي .. والنتيجة .. في وقت الضيق وجد جميع أصدقائه قد تنكروا له بعد أن تنكر لهم في البداية .

3- فتاة ظنت أنه بمجرد ارتدائها للماركات ووضع أرطال مساحيق التجميل علي وجهها أنها قد وصلت للقمر والباقون مجرد حشرات صغيرة .. وبعد أن عاشت في هذا الوهم فترة طويلة اكتشفت بأن الجمال جمال الروح والأخلاق .. ولكن بعد فوات الأوان .

4- رياضي .. ظن أن المكانة التي وصل لها في عالم الرياضة تجعله بطلاً يشار إليه بالبنان وأن الجميع يتحدث عن انجازاته وبطولاته تفاجأ بأن موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية سأله من أنت .

5- حتى على اللقمة !!فمنهم من بلغ بها الكبر والغرور حتى تكبر على اللقمة التي يأكلها والعياذ
بالله

فما أن يقدم له شيء من الحلوى أو غيرها حتى يأخذها بأطراف أصابعه ينظر إليها يقلبها ساعة ( رغم انه في الأخير يكاد يلتهم الصحن كله ) لكنه الغرور والكبر .... أجارنا الله وإياكم منه ..

6- وأذكر أحد ،،، بمجرد أن أصبح مسئولا ،،، تغير فيه كل شيء وأصبح له عالمه ، الذي لا يريد أن يكون فيه غيره بل ويقاتل عليه ،،،،،،!!!

مساكين هؤلاء المغرورين والمخدوعين في هذه الحياه ، يحسبون أنها ستدوم لهم وأن الموت لن يأتيهم ,,,,!!!!

7- ولعل الإنسان لو تفكر لعرف أن إبليس عليه اللعنة ما اخرج من رحمة الله إلا لأنه تكبر على ادم

قال تعالى : " قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "

قال الله تعالى : " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ " الشعراء : 215

وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ " رواه مسلم

ولينظر هؤلاء إلى ما قال الشاعر :

وتلك الأيام نداولها بين الناس = فلا تغرنك الحياة بنعماء تلهيك

كل نعماء تزول بضر وبأس = وما تخفي الأيام من الشدائد يأتيك

وتواضع إن التواضع خير لباس = ولا تفخر بما لم تصنعه أياديك

تواضع فكل مجدًا يعقبه إفلاس = ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك

وما طار طير وارتفع إلا كما طار

منقول