عندما زار محمد -صلى الله عليه وسلم - ابنته فاطمة





جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِى الْبَيْتِ فَقَالَ « أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ».
*من الأشياء الجميلة أن الأب أو الأخ يزور أبنته أو أخته إذا تزوجت في بيتها حتى لو كانت تأتيهم في البيت وتزورهم ، فاطمة –رضي الله عنها – كانت تزور النبي –صلى الله عليه وسلم – والنبي كان يزورها .

فَقَالَتْ كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ شَىْءٌ فَغَاضَبَنِى
*عندما حصل بينهم غضب لم تتكلم فاطمة بمشكلتها وبقصتها كاملة قالت ( شيء ) ولم تخبر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بل سكتت . وهذا من آداب الزوجية أن تكون المشاكل بينهم ويحلونها ودياً إلا في المواقف التي لا يصبر عليها وتكون متكررة .
* فاطمة رضي الله عنها عندما غضبت لم تذهب لأهلها وتأخذ ملابسها وأولادها ، وتسوي قصة لها أول وليس لها آخر ، بل جلست في بيتها ، ولو لم يأتها النبي لما أخبرت أحدا .
* إذا حصلت لك مشكلة مع زوجتك أو غضبت عليها فلا تظن أنك وحدك الذي عنده مشاكل ، بل كل البيوت لا تخلو من مشاكل حتى بيت سيدة نساء العالمين وابنة خير البرية .
فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِى
* علي -رضي الله عنه – خرج من البيت عندما غضب ولم ينم القيلولة في البيت ، وهذا أفضل حل للغضب إذا غضبت على زوجتك اخرج من البيت حتى تهدأ أعصابك ، الغضب يشل التفكير ويجعل الشخص يتصرف تصرفات يندم عليها .
* إذا غضبت على زوجتك أشعرها بالغضب بأن لا تنام عندها أو لا تبتسم أو تغير بعض التصرفات التي كنت تتصرفها معها ، لكن حذار أن تهينها أو تتكلم وأنت غضبان بكلام جارح فقد ينقلب الحق عليك وتكون أنت المخطئ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لإِنْسَانٍ « انْظُرْ أَيْنَ هُوَ ».
* النبي عندما عرف أن هناك مشكلة لم يسأل ابنته : ماذا قال لكِ ؟ وماذا قلت ؟ وحلف عليها إلا وتخبره . بل سكت وبحث عن علي رضي الله عنه
* من الحكمة إذا كان هناك مشكلة أن تبدأ بالبحث عن الحل ، الكلام عن المشكلة يزيدها لا يحلها ، النبي _صلى الله عليه وسلم _ بدأ بالحل وسأل عن علي وذهب إليه ولم يجلس عند بنته ويسمع القصة ويتكلم في المشكلة .

فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِى الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ.
* علي _رضي الله عنه_ ذهب إلى بيت الله ، وما أجملها عندما تكون عندك مشكلة أن تذهب إلى بيت الله وتبث همومك وشكواك له ، لو أردت الدخول على أمير جلست الشهور وأنت تنتظر ، ولكن إذا أردت الوقوف بين يدي الله لا تتكلف إلا الوضوء ثم (الله أكبر) وتقف بين يدي الله ، واطلب ما شئت .
فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ « قُمْ أَبَا التُّرَابِ قُمْ أَبَا التُّرَابِ ».
* النبي –صلى الله عليه وسلم- لما خرج ، لم يقل لفاطمة ، خذي ملابسك ، وتعالي إلى البيت ، بل من الحكمة أن تعطي الأمور قدرها ، الأشياء والمشاكل البسيطة ، اجعلها بسيطة . لا تكبر الموضوع فوق حجمه فقد تتعقد ولا تحل وقد تنتهي بأمور لا يحمد عقباها .

*قام النبي –صلى الله عليه وسلم – بمداعبة علي وكناه أبا تراب لما رأى التراب عليه ، ولم يأته وهو غضبان ويسأله : لماذا تغضب بنتي ؟ أو ما الذي حصل ؟ أو ماذا قلت وماذا قالت ..... وكان علي يحب هذه الكنية لأنها من أحب الناس إلى قلبه .


رزقنا الله وإياكم الاقتداء بهم ، والاجتماع معهم في جنات النعيم . آمين .