ورقة القصدير

[ثاني التومي]

الهبوط

الساعة الآن الثالثة صباحا السكون يعم مدينة رفحاء الشوارع خالية إلا من تلك الرياح القوية التي تحمل معها الغبار الخفيف وهيلكوبتر إيرانية مروحتها أربع شفرات تحلق بارتفاع منخفض لم يتجاوز 200 قدم خوفا من الرادار أن يرصد تحركاتها هاهي تحط رحالها على تلك الساحة الواسعة بجوار جامع المحمدية وبسرعة خاطفة ينزل ثلاثة أشخاص لايغطي رؤوسهم شيء حتى الشعر لايملكونه كلهم كساهم الصلع وخط في نصف الرأس كأنه مضرب سيف وكلهم يرتدي ملابس سوداء اصطفوا بجوار بعض كأنهم جدار قال الأول : جامع المحمدية قال الثاني : جامع سارة قال الثالث : جامع القادسية
فحلقت الهيلكوبتر بارتفاعها المنخفض الذي يرتفع رويدا رويدا لكنه لم يزل منخفض أي أنه لم يتجاوز 500قدم وماهي إلا لحظات حتى أتت سيارة سوداء من نوع مرسيدس أطفات النور ثم فتحته ثلاث مرات ووقفت بجوار الثلاثة وأقلتهم معها وانطلقت..

ورقة القصدير

استيقظ أهل مدينة رفحاء لصلاة الفجر وعلى مساجد حي المحمدية وحي القادسية وحي المدينة في كل مسجد من تلك المساجد ورقة قصدير قد ثبتت في مسامير تثبيتا قويا محكما كُتب فيها بمزيل أقلام الحبر (طامس) كُتب سوف يكون هناك في تمام الساعة الحادية عشر صباحا عملية قتل ولمدة ثلاث أيام الأولى في جامع المحمدية والثانية في جامع سارة والثالثة في جامع القادسية ابتداء من يوم الخميس المقبل ..
لم تصل صلاة الظهر إلا والخبر انتشر في رحاب مدينة رفحاء ملأ الناس الخوف وانقسموا بين مكذب ومصدق وبين خائف ومطمئن ذاك يقول لن أقرب تلك الأحياء الثلاثة وآخر يقول وهو مكذب للخبر سأكون أول الحاضرين وفي الموعد تماما..
ومنهم من قام بتقطيع الورقة ولكن أغلب الأوراق لم يلمسها أحد لانصدام الناس بمثل هذا العمل الغريب..

يتبع بإذن الله..