قبل الذهاب للعمل أتشرف بالسلام على إبنتي الحبيبة "أريج" وأُداعبها بما يُسعفني به الوقت قبل الحضور لمقر العمل ...
كانت أسئلتها تتمحور حول سبب خروجي من المنزل ومتى أعود ؟ وتُذكّرني بأنني لا بُد من إصطحابها عند عودتي لشراء لعبةٍ ما أو طبقٍ معين ...
بلا شك أن ذلك يسرني كثيراً ولله الحمد والمنة ويحصل مع الكثير من الإخوة ...
أسعد بإنتهاء ساعات العمل حتى أعود للبيت حيث أجد الأبناء وفي مقدمتهم أريج وبشاير فأجد الإستقبال حافلاً مقروناً بشريط من الأسئلة والمطالب ...
أما في حالة السفر للخارج فإن هذه الأسئلة يزداد وقعها على النفس ...
فلا أتحمل سؤال أريج عن سبب خروجي ولا أتحمل أبداً طلبها أن أصطحبها ...
كلما إتصلت بزوجتي أطلب منها أن لا تُكلمني إبنتي الحبيبة فلا أستطيع سماع أسئلتها ومطالبها وشكواها حول لعبتها إلخ ...
وتمر الأيام كالسنوات حتى أعود لأرض الوطن الحبيب ...

تفكرت في حالي وأنا لا أغيب سوى سويعات إن كنت ذاهباً للعمل أو أيام في حال سفري للخارج ...
كيف سيكون حالي لو زادت المدة لا سمح الله ؟!
ثم شعرت بمعاناة حميدان التركي وكيف أنه يعيش بعيداً عن أبناءه ؟!
حتى عندما كانوا يزورونه في سجنه لا يستطيع تقبيلهم وضمهم، حيث كان يكلمهم من وراء حاجز زجاجي ...
أدام الله علينا وعليكم السعادة وأعاد كل غائبٍ لأهله ...