وصلتني رسالة يوم الاربعاء وما اجمله من يوم نستهل به اجازة نهاية الاسبوع مفادها (شابن

لابو عصام تقهو بالبيت بعد العصر ) ..

وعلى فكرة ظاهرة -الشبة- من الظواهر الاجتماعية المميزة والمنتشرة في رفحاء فلا يكاد يخلو حي الا -وكم بيت بابه مفتوح وريحة العود والهيل على الابواب تدعوك ان الله حيوه- وفي رفحاء من اشتهر بذلك حتى اصبح يشار له بالبنان والحق انه-اي الشبات- تحتاج لمجالدة وصبر ولا يصبرها الا كريم نفس سخي قد اظله الله بوافر محبة خلقه ..

مع الاربعاء يعتريك ذلك الشعور الغامر بالفرحة حتى تكاد معه لا تعرف النوم وانا لم آخذ نصيبي من القيلولة كعادتي فصليت العصر وذهبت لعمل اجهدني كثير توجهت بعده قاصد -شبت- ابو عبدالله..

مذ وصلته لم تهدأ نفسي حتى جلست في صدر المجلس لم يكن الا انا وابو عبدالله جلب الي الحلوى الشهيه قلت له وقد ألجمني الحر اسعفني بالبارد ابتسم وقال ام عبدالله عملت لنا عصير طبقات على الكيف قلت ادركني به ..

دخلت وما برح حتى عاد وبيده تلك الاكواب التي ميزتها ألوان الطبقات امتدت يدي اليه قبل ان يقدمه إلي فالعطش لا يرحم , شربته دفعة واحدا رفعت الكوب ولم أُنزِله الا وقد انهيته ولم انتبه لوجود (مزاز)فيه ..

قال ابو عبدالله ويحك الا حياء..!! قلت وما ذاك..! قال هذا عصير ياملا الخير ماهو ماء ..!! قالت افصح , قال : ام عبدالله من البارح وهي على هالعصير مابين وزنية طعمه وجمال شكله..! وانت ما عندك من الاتكيت ولا شي ..!

هنا تذكرت وانتبهت ..
تذكرت .. زوجتي الغالية عندما -اعزم خاصة اصدقائي- فتستنفر قبل العزُمة بيومين وتبحث عن انواع الحلويات والمعجنات التي تبيض الوجه ...الخ (وقد كانت دائما ما تحسن ذلك فوالذي نفسي بيده لم اتذوق اجمل مما صنعته يديها الجميلتان اللهم اكفها واكفي بها وبارك لي بها ).
تذكرت شغفها في ترتيب الحلويات وفرحتها حين اعيد لها الصحون خاوية على عروشها وقد أكلت عن بكرة ابيها ..تذكرت فرحتها الغامرة وانا اهمس في اذنها بمحبة وقلب احتواها ان شكرا يا زوجتي الغاليه.

وانتبهت .. لكلام ابو عبدالله فكان من الاولى ان اتناول العصير على رشفات , رشفه اتذوق معها الطعم اللذيذ ورشفه ارمق الالوان الزاهيه فيه ورشفه اهز رأسي طربا , ارشفه حتى آخره ..
ثم اثني الرشف بالثناء لابي عبدالله على بديع ما تذوقته ..

ان مراعاة الجوانب العاطفية الغريزية في عقائد الناس هو من ابجديات الحياة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف..

ولعل هذا الموضوع من المواضيع المفتوحة التي تحتضن الكثير من المواقف الجميلة والطريفة والذكريات العطره التي لا تخلو حياتنا من مثلها ..

والسؤال:
ماذا تعرف عن ابجديات حياتك؟


والسلام عليكم .