السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
لقد ميز القرآن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على من جاء بعدهم ولم يكن ذلك طعنا بالمتأخرين من الصحابة ومن تبعهم بإحسان كما بين فضل من أنفق من قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد ذلك
فالسابقة للإسلام والدعوة وبذل الخير جانب من جوانب التميز وعلامة فارقة ودرجة فاضلة ينبغي أن تراعى عند تقييمنا للناس إن كنا منصفين ولا يحق لنا أن ننسى تأريخ بعض من يعيشون بيننا ممن قدموا كثيرا لنشر الدين وخدمة المجتمع لأي مبرر أو لأننا حصلنا على شهادة أو تعلمنا أكثر منهم أو لخلاف معهم في بعض وجهات النظر بل هذا من الظلم المبين
وشيخنا الفاضل مطر مرسال هو واحد من أولئك الكبار السابقين الذين كان لهم الدور الكبير في نشر الخير والدعوة يوم أن كان الدعاة في منطقتنا أعز من الكبريت الأحمر في فترة ترى فيها من يسمون المطاوعة كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود بل هم أندر من ذلك قبل أن نعرف المحاضن التربوية النافعة كالمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وقبل إنتشار ما يسمى بالصحوة ولله الفضل والمنة
ولا أزال أذكر مطر مرسال الشاب قبل ما يقرب من ثلاثين سنة ونحن صغارا وهو ينتقل في الهجر والمدن يدعو الناس للخير والتدين ويحث عليه أيام كان الجهل والغفلة هما سيدا الموقف
وإنني أعلم أن الخيرين لن ينسوا لأبي مشاري سابقته حتى قبل أن يستقر في محافظة رفحاء قادما من حفر الباطن ولكن أردت أن أوضح هذا لبعض المتأخرين من الشباب المتحمسين والذين لم يدركوا تلك الفترة ولكل زمن رجاله
أما وقد ترجل الفارس وقد وضع عصا الترحال كرئيس لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو لايزال في الميدان يؤخذ رأيه ويستشار في المعضلات وتطلب مساندته وتحفظ له كرامته لما له من سابقة ومن سيرة حسنة شهد بها كل من عاشره وعرفه ولا ينبغي أن يغفل الخيرون عن الحاجة لإقامة حفل تكريم يليق بأمثاله ممن قدموا لمجتمعهم الكثير
نسأل الله تعالى أن يلبسه لباس الصحة والعافيه وأن ينفع به وأن يعين خلفه على ما فيه صلاح المجتمع وخير الدنيا والأخرة وللجميع تحياتي وتقديري