بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(مدخل)
على قارعة الطريق ظلت تلم طرف نطاقيها ، بعد أن طال انتظارها لفارس الأحلام ، ونفد صبرها وهي ترقب قدوم صهوة جواده .
وقفت أمام المرآة ولاحظت خطوات الشيب تلوح في مفرق الرأس ، وعلى الرغم من أن المرآة عكست ضعفها وحقها في الحياة إلا أنها فضحت عارها و أصبح جسدها هوى يغري كل متسكع على عرش السلطة ....
اثنان وستون عاما هي كفيلة بأن تتخلى عن شرفها وتتنازل عن طهارتها .... وتسير خلف كل ناعق ، يرمي لها يمين النصر على الأعداء .
اثنان وستون عاما تتلقفها الأحضان الخادعة ، وترمي بها بعد أن تنال منها الوطر.
اثنان وستون عاما ومازالت الحسرة تعرض عليها بالغدو والآصال ...
.
.
.
(إلى مرقص السياسة)
نحن العرب نحب رفع الصوت كثيرا حتى ولو كان دون هدف منشود ، وتشد أبصارنا الشعارات الكاذبة رغم يقيننا بزيف ذلك ....
في دافوس صفق العرب كثير لأردوغان ونصّبوه منصب الفارس الذي طالما انتظرته الأمة ، وعلقوا آمالهم عليه ... حينما غضب غضبته المشهودة .... على حسب فهمنا القاصر أنها كانت لأجل فلسطين .... مع أن أردوغان كان صريحا جدا وصرح مرارا أن سبب الغضب كان لعدم منحه الوقت الكافي ... مثل نظيره اللعين شمعون بيريز.
.
.
.
(حيث الأنوار الحمراء )
حفيد الدولة العثمانية ... أعاد الرغاء بشكل مثير مرة أخرى في قضية سفينة الحرية ، وأعلن أن الحرب خياره الوحيد ، لا حياد عنه ولا هوادة فيه ... وهدد بإبادة إسرائيل وطمسها من الوجود .
والحقيقة الغامضة أن فلسطين رغم بلوغها الثانية والستين من احتلالها إلا أن جسدها مازال أكثر إغراءً لأطماع السياسيين في سبيل كسب الأصوات ونيل شعبية جارفة ربما تتجاوز حدود الوطن الواحد .
.
.
.
( لحظة النزوة )
حينما ابتعدت عاصمة الخلافة عن الحرمين واستقر بها الحال في أيدي الدولة العثمانية .... كان المتضرر الوحيد من هذه الخلافة هم العرب وحسب .... رغم الفتوحات الإسلامية في تلك الحقبة .
وحينما يحكي لنا التاريخ نجد حقيقة ذلك ..... ففي العقود الأخيرة من زمن الأتراك ... نشروا الجهل والإبادة بين العرب وحاربوا العلم ونشروا أباطل كثيرة في أوساط المجتمع العربي ، وجعلوا من أصحاب المهن و الصناع منبوذين النسب لا يزوجون ولا يؤخذ منهم ... حتى وصل بنا الحال إلى عصور الظلام ...
.
.
.
( مخرج )
سنصفق لك كثيرا يا أردوغان يا حفيد كمال أتاتورك ، أو حفيد محمد الفاتح ، كيفما تحب ، ما دام أن بائعة الهوى ترتمي في أحضانك اليوم مثلما أطربنا بها صدام من قبلك ومن قبله جمال .... والناعقون هنا كثر منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .... وستمضي الأيام وفي كل مرة نكتشف أننا نحن العرب أكثر حمقا وأدوم غباء.
مواقع النشر (المفضلة)