هذا مقال للكاتب ( صالح الشيحي ) في جريدة الوطن ليوم الخميس 7 / 6 / 1423هـ

( صالح ) من الكتاب الذين تعجبني كتاباتهم ...

أعجبني مقاله هذا جداً وأحببت أريك إياه ... أتمنى أن ينال إعجابكم ...


-----------------------------------

جاك الذيب !!

هل هو ضربٌ من المفارقة أننا في السابق كنا نسأل الله (رضا الوالدين) .. وفي هذا الزمن بتنا نسأل الله (رضا أبنائنا) ؟! تتجلى هذه المفارقة المضحكة عندما نتأمل كيف أصبح أبناؤنا يحصلون منا على كل شيء بالنظر إلى زمنٍ لم نكن نحصل فيه على ذلك ! تبدأ قافلة عطائنا الأهوج منذ الولادة ..حتى إذا (بلغ الفطامُ لنا صبيٌ)؛ عندها لا نترك شاردة ولا واردة يريدها (صاحب السعادة) إلا وقمنا بجلبها طمعاً في زيادة سعادته، ورغبةً في اتقاء شر أمه وهي تصرخ: (ليش ولدنا ناقص)؟! ـ وبالطبع نحن لا نريد لسعادته أن ينقص أمام أقرانه أصحاب السعادة!ـ نتجاوز ذلك إلى اللهاث خلف علم نفس النمو، والدراسات المتعلقة بهذا الجانب .. دراسة تحذرنا من ضرب الأطفال وأخرى تقول إ صفع الأطفال قد يسبب آثارا مؤذية قد ندفع ثمنها لاحقاً ! وثالثة تقول بأهمية حكايات ما قبل النوم حتى يكون النوم هادئا مريحا ولا بأس بكوب من اللبن الدافئ ..! تذكرت هذه اللحظة أحد الأشخاص الذي تعود على النوم مبكرا في مراهقته، أذكر أننا سألناه عن كيفية اكتسابه لتلك العادة الجميلة آنذاك، فروى لنا ـ طبعاً على ذمته! ـ بأنه في إحدى الليالي ـ عندما كان طفلا ـ أحس بالعطش الشديد وتصادف أن والدته غير موجودة، فطلب من جدته ماء، فقالت له (ما فيه ماء، بسرعة نم لا يجيك الذيب ياكلك!)، ومن يومها صار ينام مبكراً حيث تحول الأمر إلى عادةٍ لم يستطع الخلاص منها.. هل رأيتم .. إنه زمن العجائب حقاً!

صالح الشيحي
------------------------------

وعلى دروب الخير نلتقي ،،،