.

.

.

.

رمضانيات ( 2 ) ؟؟

أذن المؤذن لصلاة العشاء فامتطيت ظهر دابتي قاصدا مسجد حمدان الفديد ـ رحمه الله ـ حيث الإمام المتقن صاحب الصوت الجميل أخي العزيز أبو فيصل نايف الضوي وفقه الله وزاده علما وتقى ورفعة في الدارين.

****

إلى هنا لاجديد لأني لست الوحيد الذي يقصد ذالك المسجد فغيري كثير يفعلون ذلك وحق لهم ذلك .
إذن مالغريب ؟
الغريب هو ماحدث أثناء الطريق وذلك أني رأيت في طريقي مسجدا تزدحم السيارات عنده حتى هممت أن أقف وأصلي فيه حيث توقعت أن هذا العدد من الناس لم يجتمع هنا إلا على قراءة طيبة إلا أني أكملت طريقي إلى المسجد المذكور وحسنا فعلت والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

****

بعد ليلتين قابلت جاري العزيز أبا طارش وهو صاحب نكتة وطرفة فسألني : ألم تصلّ في المسجد الفلاني ؟؟ ـ وإذا به يسأل عن المسجد الذي رأيت الناس يزدحمون عنده ـ قلت : لا ولماذا تسأل ؟؟ قال : لن تجد فيه موضع قدم وكل التجار يصلون فيه وذكر لي عددا منهم !!! قلت ولماذا يصلي هؤلاء في هذا المسجد بالذات ؟؟ قال : الساعة تسع وعشر دقائق بالكثير ينتهون من صلاة التراويح .

****

تذكرت هنا ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا الشهر وفضل العبادة فيه وماينبغي للمسلم أن يكون عليه في هذا الشهر من الخير والطاعة والمنافسة في الصالحات وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود فيه حتى يكون بالخير أسرع من الريح المرسلة .
وتذكرت مع ذلك كيف أنه في ذلك العصر الفاضل الذي يمثل خير القرون يأتي من يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هلكت يارسول الله قال : وما أهلكك ؟؟ قال : وقعت على أهلي في رمضان ).
فعرفت وأيقنت أن الناس ليسوا على مرتبة واحدة في الصبر والقدرة على العبادة والمسابقة في الخير والمنافسة في الطاعة وإذا وجد التفاوت في القرن الأول حتى وجدنا العشرة المبشرين ومن يقع على أهله في رمضان فمن بعدهم من باب أولى .
وعليه فلا نستغرب ضعف الهمة عند بعض الناس ولنقل : الصائمون منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات .
نسأل الله ألا يحرم الجميع الأجر وأن يصلح لنا النية والذرية وأن يعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار

أعرف أني أطلت لذلك سأقف هنا وتقبلوا تحياتي