[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فهذه ورقات بين فيها فضيلة الشيخ الدكتور: خالد بن عي المشيقح حفظه الله , الشركات المساهمة وحكم المساهمة فيها وأقوال العلماء فيها على ضوء الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة, فنسأ الله أن يجزيه خير الجزاء ويجعلها في موازين حسناته يوم يلقاه.
وقد أُخِذت هذه الورقات من مذكرة للشيخ بعنوان ( المعاملات المالية المعاصرة ).
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علماً. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

شركة المساهمة
شركة المساهمة التي توجد الآن مثلاً : شركة الاتصالات شركة مساهمة ؛ شركة سابك شركة مساهمة … .
شركة المساهمة : هي شركة ينقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية ؛ وهذه الأسهم يمكن تداولها حسب النصوص المتفق عليها ، فهي عبارة عن شركة بين اثنين فأكثر في رأس المال والربح .
وهذه كما يتضح من تعريفها لا تخرج عن أقسام الشركات التي ينص عليها العلماء رحمهم الله مثل (شركة العنان وشركة المضاربة وشركة الوجوه وشركة الأبدان وشركة المفاوضة وهذه الشركات ليست مدار هذا البحث ؛ إلا أن شركة المساهمة تتميز أن أسهمها تكون متساوية ؛ مثلاً السهم بألف ريال أو بألفي ريال … إلخ ؛ والربح يُقَسَّم على المساهمين حسب ما يكون متفقاً عليه … إلخ .
الاكتتاب في شركة المساهمة :
الاكتتاب : هو عبارة عن دعوة موجَّهة إلى أشخاص غير محددين للإسهام في رأس المال .
فتُطرح الأسهم ويُعلن عنها في الصحف أن هذه الشركة تفتح باب المساهمة والاكتتاب فيتقدم الناس ويدخلون في هذه الشركة ويدفعون قيم هذه الأسهم ويكونون شركاء في شركة المساهمة .

تعريف السهم
السهم في اللغة : النصيب .
وأما في الاصطلاح : فهو وثيقة يمثل حقاً عينياً أو نقدياً في رأس مال الشركة قابل للتداول – يعني للبيع والشراء – ويعطي صاحبه حقوقاً خاصة .

أنواع الأسهم
تتنوع الأسهم إلى عدة أنواع من ثلاث حيثيات :
أولاً: من حيث الحصة
وتنقسم إلى قسمين :
1-أسهم نقدية : وذلك أن يكون رأس مال الشركة أسهماً نقدية بحيث يدفع المساهمون نقوداً من الذهب أو الفضة أو ما يقوم مقام النقود من الأوراق النقدية .
حكمها : العلماء متفقون على أنه إذا كان رأس مال الشركة أسهماً نقدية أنها شركة صحيحة .
2-أسهم عينية : وذلك أن يكون رأس مال الشركة عروض تجارة ؛ كأن يساهم الناس بأقمشة أو بآلات أو مواد غذائية …إلخ .
حكمها: فيها خلاف بين العلماء :
أ‌-أكثر العلماء على أنه إذا كان رأس مال الشركة عروضاً فهذا لا يصح .
ب‌-ما ذهب إليه الإمام مالك وهو رواية عن الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم أن هذا صحيح ولا بأس به ، فلو تشارك اثنان أو أكثر وجعلوا رأس مال الشركة من السيارات أو من الأطعمة أو الألبسة أو غير ذلك مما يتفقان عليه فإن هذا جائز ولا بأس به ، ويعرف نصيب كل واحد منهم من رأس مال الشركة .
التعليل : لأن الأصل في المعاملات الحل كما تقدم .
ثانياً : من حيث الشكل
وتتنوع إلى نوعين :
1-أسهم اسمية : وهي الأسهم التي تحمل اسم صاحبها مدوناً عليها .
حكمها : جائزة بالاتفاق .
التعليل : لعدم الغرر فيها ، فهذا زيد له هذا السهم واسمه مدون على هذه الوثيقة .
2-أسهم لحاملها : وهي الأسهم التي يُكتب عليها أن السهم لحامله بدون ذكر اسم المالك .
حكمها : لا تجوز .
التعليل : لما فيها من الغرر والجهالة ، فإن المالك غير معروف وهذا يؤدي إلى التنازع .
ومثل هذه الأسهم الآن – كما ذكر بعض الباحثين – الغالب أنها غير موجودة .

ثالثاً : من حيث الحقوق
وتنقسم إلى أقسام :
1-أسهم امتياز تعطي صاحبها أولوية الحصول على شيء من الأرباح دون بقية الشركاء .
مثلاً : يخصص خمسة بالمائة من الربح لهذه الأسهم والباقي يوزع بالتساوي على الشركاء بما فيهم أصحاب الأسهم الممتازة .
الحكم : محرمة ولا تجوز .
التعليل : لأنه لا يجوز أن يأخذ بعض الشركاء زيادة في الربح بلا مقابل من زيادة عمل أو مال .
2-أسهم امتياز تخوِّل أصحابها الحصول على فائدة سنوية ولو لم تربح الشركة .
حكمها : محرمة ولا تجوز .
التعليل : لأن حقيقة هذه الأسهم أنها قرض بفائدة ، وهذا من الربا .
3-أسهم امتياز تعطي أصحابها الحق في استعادة قيمة السهم بكامله عند تصفية الشركة قبل المساهمين ولو خسرت الشركة .
حكمها : محرمة ولا تجوز .
التعليل : لأن العلماء يذكرون إذا كان هناك خسارة فإن الوضيعة تكون على قدر المال ، وعلى هذا يشترك جميع الشركاء في الوضيعة والخسارة ، أما كونه يخصَّص لبعض الشركاء أن له أن يسحب أسهمه ولا يدخل في الخسارة فهذا شرط باطل .
الشركة مبناها على العدل وذلك بأن يشترك الجميع في المغنم والمغرم ؛ كما أنهم يشتركون في الربح ؛ أيضاً يشتركون في الخسارة ، وهذا هو أهم شروط الشركة ؛ أن تقوم على العدل وذلك بأن يشترك الجميع في المغنم والمغرم .
وأما كونه يوضع أسهم امتياز لبعض الشركاء بحيث إنه لا يدخل في الخسارة ؛ يستحق أن يسحب أسهمه عند تصفية الشركة قبل الآخرين ولا يدخل في الخسارة فهذا لا يجوز ، لأن العلماء يقولون : الشركة مبناها على العدل والوضيعة على قدر المال .
4-أسهم امتياز تعطي المساهمين القدامى الحق في الاكتتاب قبل غيرهم .
حكمها : جائزة ولا بأس بها .
التعليل : أ - لأنها تشمل الجميع .
ب - لأن المساهمين لهم الحق في ألا يُدخلوا أحداً معهم في الشركة .
5-الأسهم التي تعطي أصحابها أكثر من صوت .
حكمها : لا تجوز .
التعليل : لما فيها من التفاوت في الحقوق بدون مبرر شرعي .
للحديث بقية[/align]