بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما يجري القلم فإنه يترك خلفه ذلك المداد بالأشكال الثمانية والعشرين مخرجةَ لنا نصا نراه أمامنا ونفقه ما فيه.
بيد أن النصوص تختلف باختلاف طريقة جريان ذلك القلم .
ولذلك قد يعجبنا نصا ونعتب على آخر ونكره ذلك النص ونحرم آخر.
فالقلم هو من يحدد جمهوره وهو من يحدد محبوبه وكارهه ومتابعه ومقاطعه .
والأقلام أنواع وأشكال فمدادها كثير الألوان, ونصوصها بشتى الاتجاهات.
فالقلم حينما يخرج إلى الدنيا قد يتمنى أن يقع في قبضة أنامل ذهبية لا تعرف إلا الحق وبالحق تتحرك وللحق تنتصر،
أناملٌ لا تخاف في الله لومة لائم ،فرايتها بالحق خفاقة وكلماتها ساطعة براقة، فيا سعادة هذا القلم وما أعظم أجره.
وقلم أخر قد تتحكم به أنامل سوداء تخرج منها رائحة كريهة من عفن أصاب كلماتها,لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ,فهواها دائما مخالف للحق ،
وسرعان ما يموت هذا القلم من هول ما يرى ومما يكتب ومن مرض يصيبه من تلك الرائحة الكريهة ،فيا شقاوة هذا القلم وكان الله في عونه وألهمه المنان الصبر..
وهناك قلم كاره للحق ,معاند للخير،حاسد لعلوا شأنه، دائما ما يصيب الدين بدنسه المتسخ ،يهوى مخالفة الحق ،ويرى الشاذ طُعما لذيذا ،
يتمنى أن يقع تحت سيطرة أنامل كتفكيره الأسود وطريقة المعوج كي يجد مرتعا خصبا ,فهو في خطر عظيم إن لم يتب ويرجع إلى ربه التواب.
وقلم لا يفكر بغير السواد ولا يرى إلا السلبيات ولا يتتبع سوى الأخطاء ولكنه يخاف من أنامل هو تحت سلطتها أن تركنه جانبا
فيكتب ما يوافق هواها خوفا على لقمة عيشه فأتخذ التقية والرياء مخرجا.
وقلم يتحرى سقوط الأنامل البيضاء النقية إلى الأرض كي يصعد عليها ويشتهر بشهرتها ويحاول جاهدا ألا تنهض مجددا
لأنه يعلم إن نهضت وعادت فهي نهايته ونفاد مداده
وأما ذلك القلم الذي يهوى ويحب فتحركه أنامل محبوبته فلا يكتب حسدا ولايؤثر أتجاهه على كتابته لأنه لايرى إلا هي,
فإن كتب شعرا تغزل بها وإن كتب نثرا سجع الكلام لها ومن أجلها.فهو في عذاب مالم ينفد مداده الأحمر..
وقلم آخر لا يكتب إلا مدحا ولا يمدح إلا اناملا ذات منصب فالكتابة عنده تسولاَ غير مباشر ،وترزقا من دون عمل،
فهو طالب للدنيا وطالب الدنيا لا يفلح وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار..
دامت أقلامكم لكم وحفظ الله قلمي..

بقلم محبكم/إبداع قلم