أهلي وأعزائي في رفحاء
أسأل الله لكم أياما طيبة مباركة وأن يعيد عليكم العيد وأنتم بأتم الخير والصحة
هنا محاولة لتأصيل مفردة العيد...


قال أبو الطيب من شعر له:
هنيئا لك العيد الذي أنت عـيده وعيد لمن سمى وضحى وعيدا
وقال الشارح في بيان مراد الشاعر: قوله أنت عيده أي تحل فيه محل العيد في القلوب إذ كان العيد مما يفرح له الناس كذلك هذا العيد يفرح بوصوله إليك. وعيد لمن سمى الله وذبح أضحيته أي أنت عيد لكل مسلم.
والعيد مادةٌ معجميةٌ توافقت عليها مجموعة من اللغات الجزيرية لذا فهي من المفردات المشتركة دون تحديد زمن لأولية ورود المفردة في هذه اللغة أو تلك.
ترد الكلمة في جذر (عود) وقال العلماء في شأن تأصيلها في المعجمية العربية من أنها مشتقة من الفعل (عاد يعود)، بينما ذهب البعض إلى أشتقاقها من (العادة)، ونجد جماع الرأيين عند ابن منظور بقوله: والعيد كل يوم فيه جمع واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه. وقيل اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه والجمع أعياد لأنه من عاد يعود. وعيّد المسلمون شهدوا عيدهم.
وذهب العلماء إلى شاهدٍ في شعر العجاج وهو يصف ثوراً وحشيا:

واعتاد أرباضا لها آري كما يعود العيد نصراني

فجعل العيد من عاد يعود، كما أنهم جمعوه أعيادا ولم يقولوا أعوادا ليفرّقوا بينه وبين أعواد الخشب.
أما الأزهري فقد قال في تأصيلها: العيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن وكان في الأصل العود وقلبت الواو ياء ليفرّقوا بين الإسم الحقيقي وبين المصدري.
أما في اللغات السامية الاخرى (الجزيريّة) فلقد جاءت المفردة في اللغة السريانية بصورة: eido وهي من الجذر الممات: yided
ويرى الباحث خير الدين الأسدي أنها ترد في السريانية في صورة: عيدا
والألف المطلقة في نهايتها دالةً على سريانيتها فهي من خصائص هذه اللغة وتماثل أداة التعريف في اللغة العربية.
ووردتْ في الكلدانية أيضا في نطقٍ مقاربٍ: عيدَا.
وأما العادات التي ارتبطت في العيد فتبدأ من الإستعداد في الليلة التي تسبقه بالثياب الفاخرة التي تُعدّ من أجله خصوصا، ثمّ المأكولات التي تقترن بهذه الأيام، وفي الصباح يقصدون في بعض الشعوب الإسلامية المقابر وزيارة موتاهم، ثم هناك الأمر الذي ينتظره الأطفال بصبرٍ فارغٍ وهو العيديّة، وهي نسبة مؤنثة إلى العيد على تقدير الهبة أو المنحة المنسوبة إلى العيد وجمعها عيديّات.

وكل عام وأنتم بخير