من الملاحظ على جزء من فئات المجتمع , وعلى

مختلف طبقاته السنية . يرى عجبا إنتشار هووس يسمى ( بالشهره )

وكذلك نفس الأمر المحزن بتنوع لأنواع هذه الصفه المذمومه و على حسابات مختلفه .

لتكن البداية بذكر أراء مفصلية تحدثت عن هذه الظاهره .

وبداية الإستدلال مع المعلم الأول في البشرية نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم .

حيث قال ؛ يحسب المرء من الشر إلا من عصمه الله من السوء أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه‏.‏
هنا وقفة واضحه و جازمة تبين النهي المباشر و العام عن الشهره ,

لما يترتب عليها من مردودات سلبية على الفرد و المجتمع .

هذا إذا تحدثنا عن مفهومها بوجهها العام .

ناهيك عن إنتهاج البعض بطرقها , إلى الجمع بينها و بين مساوئ طامة من أجلها .

وسوف يأتي الحديث عنها مقبلا بإذن الله .

فقط أدعوكم حاليا إلى التأمل في قصة أبي العالية رحمه الله وغفر الله له .

عندما كان من ديدنه أنه إذا إجتمع إليه أكثر من ثلاثة نفر لكي يعظهم فر هاربا ,

وعندما سال !

ما بالك يا أبا العاليه تفر من العظة قال > > خفت الشهره .


بعد تلك التأملات السابقه نود الحديث , عن واقع بعضنا المبكي .

الذي يفني حياته خلف اللهث وراء الشهره .

وصورهم متعدده ومتنوعه .

تجد قوما منهم وهم يمثلون في تصرفهم هذا ,حماقة عظمى ,

حيث أنهم إصطادوا الشهره في دينهم .

فأصبح يخيل إليهم أنه بمجرد مخالفته لأي أمر في الدين ,

هو أمر يجعله داخلا و بقوة موسوعة غينيس للمشاهير .

وهو بالتالي ما جعله يبيع دينه بعرض بخس من الدنيا .

تجدهم في توجههم الفكري مخالفين لجوهر العقيدة .

من أجل مقولة ( فلان مفكر حاذق ) > دون إكتراث لمخافة الله جل جلاله في ذلك .

عن تجاهل جلي و ليس جهلا واضحا ,,,,,, و الله المستعان .

وترى من صورهم المذمومة أيضا ( مخالفتهم التيار العام ) بأي صورة يرونها مناسبة

للحظي زيفا بسمعة وصيت لاذع يمكنهم من التصدر في كل شيئ ,

غاضين الطرف عن أصل ركيزتهم البغيضة التي مقتها الدين الحنيف في أكثر من موضع ,

والتي فر منها وذمها كبار علماء قروننا السالفه وصحابتنا الكرام .

فهذا سليم بن حنظلة يرد علينا بالقول * بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة‏*
موقف يتجلى في صحابة رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ورضي الله عنهم أجمعين .

وموقف هش أيضا منتشر إنتشار النار في الهشيم ,

وغالبا ما يرى في المجالس البسيطه .

هو أن ترى أناسا لا وجود لهم في ذلك المحيط سوى معارضتهم لأي قضية يتحدث بها ,

ظانا سفاهة بأن هذا التوجه سوف يجعل من رأيةه صوابا لا يقبل الخطأ بتاتا ,

وأنه لا سبيل من مراجعة خطأه > علما أن الفاروق رضي الله عنه قد أخطا في مسألة وتراجع عنها ,

وعندما سأل عن سبب التراجع و هو الخليفه قال ؛ إن الحق قديم .>>> فلله دره ما أنبله .

وهؤلاء المتطفلون في المجالس جعلهم هذا التفكير وباء لابد من إجتثاثه من مجتمعات أولئك

البشر العاديون الذين إجتمعوا لأغراض متنوعه منها صلة رجم , وزيارة صديق , وإطمئنان على جار ,,, إلخ .

من أسبابهم التي لا تعنينا كثيرا .


على كل حال ,,,,,

فالمتتبع لهموم أولئك أصحاب الأدمغة المستعارة لشهوات انفسهم السيئه .

يشفق عليهم كثيرا , حيال تضييعهم لواجبات فردية وإجتماعيه عليهم ,

بسبب اللهث سريعا وراء مغريات الدنيا الزائفه و العدوة من وجهة نظر الشاعر الذي قال

وإن كنت أتفق معه كثيرا في مقولته الرائعه

إذا تبصر في الدنيا لبيب عاقل *** تمحنت له عن عدو في ثياب صديق .

أخيرا نصيحتنا لأخواننا وأخواتنا في الدين بالفرار فورا من تلك المغريات

التي ما تلبث أن تتبخر سريعا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

وأن يفنوا أعمارهم في طاعة الله من صلة رحم , وبر والدين , وشفقة على أهل بيت , وإتصال بجار

وإطمئنان على صديق .

أسأل الله لي و لكم وللمسلمين أجمعين السلامة و العافيه .