في غرفة من غرف أحد المطاعم اجتمع الصديقان عبدالله و ومعاذ على وجبة الغداء وقد حاصرا ذلك الصحن المدور يأكلان بنهم لقمة تتبع الأخرى لايفسد جوهما ولايعكر مزاجهما إلا حرارة الجو بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المطعم ذلك السبب جعل معاذ وصديقه عبدالله يفتحان أزرار ثيابهم ويسفطان أكمامها ويرميان شمغهم جانبا محاولة لتبريد أجسادهم التي كأنها في تنور ..

قام معاذ بحركة سريعة جدا فاستبق الباب ففهم عبدالله مراد معاذ من هذا القيام السريع وأنه يريد سبقه في دفع الحساب فتبعه بسرعة لا تقل عن سرعة معاذ
وأتبعها بكلمات محاولا تأخيره : معاذ لقد لبست حذائي...
معاذ بكل حرج : معذرة يا صديقي لكن حذائك كحذائي.
عبدالله محاولا رفع الحرج : نعم أنت في الفترة الأخيرة تقلدني بكل شيء هههههههه
معاذ : هههههههه صديقي وأحبك.
وصل عبدالله المحاسب أولا وتمكن من دفع الحساب قبل صديقه..

انطلقا الاثنان بعد تغسيل أيديهما نحو سيارتهم و معاذ يدندن بصوته الشجي أناشيد يسلي بها نفسه..
وما إن اقتربا من السيارة حتى سمعا صوتا من خلفهما ينادي : هيه
ألتفتا الصديقان فإذ بعامل المطعم يشير إليهما أنهم نسيا شمغهم
عبس عبدالله بوجه ذلك العامل فهو يكرهه لأنه تشاجر معه قبل أربعة أيام
رجع معاذ وأخذ الشماغين وشكر العامل وأعطى عبدالله شماغه فسارا في الطريق وبعد ربع ساعة ومن دون سابق إنذار أحاطت بهم سيارات الشرطة ..

كانت مفاجأة لهما هذه المحاصرة والمفاجأة الأكثر عجبا أن الضابط اتجه مباشرة نحو عبدالله فأخذ شماغه من فوق رأسه وفتحه فأخرج من بين أطرافه في الداخل خمسمئة ريال مزورة..
الضابط : تزوير ياعبدالله ها..؟

عبدالله و قد سمّر قدميه الخوف واحتضنته الدهشة : والله لم أعلم عن شيء..
حاول معاذ التحدث إلا أن الضابط قاطعه وقال في قسم التحقيق نتفناهم..

[في قسم التحقيق]

المحقق حسن وأمامه طاولة وأربع كراسي اثنين يمين ومثلهما يسار يقعد في الكرسيين التي يمين عبدالله ومعاذ ويقابلهم أنس أحد المحققين الأذكياء.

بدأ الحوار حسن : عبدالله كيف لاتعرف شيء ووجدنا النقود في شماغك..!؟
عبدالله : لا أعلم لا أعلم.
حسن : هل تظن معاذ وضعهما..؟
عبدالله يلتفت نحو معاذ ثم يوجه نظره نحو الضابط : لا معاذ لن يفعل ما يضرني..

حسن : واضح محبته لك من تقليده للباسك..
قطع الكلام ضحكة قوية من أنس أخافت معاذ ثم قال أنس : المعذرة ضحكت لأني تذكرت مشاجرة معاذ وعبدالله العام الماضي والآن هم أصدقاء فسبحان الله وراح يقهقه مرة أخرى

لم يهتم حسن بأنس و أكمل حديثه لعبدالله: لكن من تتهم ..؟
عبدالله : لا أعرف
حسن : إذا لم تبرئ نفسك فأنت المجرم ..
معاذ : هل لي أن أتكلم..؟
حسن : نعم
معاذ : نحن كنا في المطعم بعد أن أنتهينا من الغداء كنت أنا مشغول وجعلت عبدالله
يمشي بسرعة لكي أصل لشغلي بسرعة لكن نسينا شمغنا ثم قبل أن نركب سيارتنا
أتانا بها عامل المطعم وهو قد تشاجر مع عبدالله قبل أربعة أيام ربما هو من وضع العملة المزورة
خصوصا وأنت تقول الذي أخبرنا شخص من رقم مجهول ولهجته غير سعودية وقام بوصف عبدالله بدقة جيدة
..وهذا العامل دائما يبتعد عن عبدالله ولا يحب أن يتحدث معه أبدا أبدا..

قام أنس من كرسيه ووقف بجانب النافذة ثم اطلق قهقه وقال: يكفي لقد عرفت السر وانتهت القضية..




يتبع لكن قبل أن يتبع بودي أسمع منكم...

بريشة

ابن الغابة