مدخل :
المسؤول عن هذا الموضوع هو أخي القنديل . مسؤول عن غثه وسمينه إن كان فيه سمين .
فهو الذي طلب إلي أن أكتب
كان يعتقد أني سأكتب شيئا مهما لكني آثرت أن أشطح وأغرد خارج السرب
مقدما شكري لسيلفر سأكتبه كما كنا ننطقه ( سلفر )

وسلفر هذا غير صديقي سلفر الذي ذكرت بعضا من صفاته في موضوع ( جوالك تحت المجهر )
فصديقي سيلفر رجل لم يكل ولم يمل من البحث عن الكنوز في الجزيرة العربية . إلى أن أصبح نفاذه بجلده أكبر غنيمة
حينها ألقى عن كاهله ما أثقله وتخلى عن أحلامه وأجهزة البحث
.
.
وأيضا سيلفر غير الأستاذ / سلفر ذلك المعلم الذي كان يدرس مادة الرياضيات في متوسطة رفحاء ( الله يذكره بالخير )
وكانت في إحدى رجليه عرجة بسيطة . وأصبح المجتمع يطلق عليه اسم سلفر
حتى أنه ذات يوم صفع الطالب مشعل فجاء والده ليشتكي لإدارة المدرسة
وحينما سأله مدير المدرسة أستاذنا / أحمد فهيد أمدالله بعمره على طاعته
من الأستاذ الذي ضرب ولدك ؟
فأجاب ولي الأمر : الأستاذ سيلفر : )
من شدة سريان اللقب لم يكن البعض يعرف اسمه الحقيقي بل توهم البعض أن اسمه سلفر فعلا . ربما لم تكن إدارتنا تعرف الأمر في بدايته .
حتى فضح أمر الطلاب أبو .... . الله يغفر لنا وله .
لم يأت سريان اللقب من فراغ
فقد كان هناك مسلسل كرتوني بعنوان ( جزيرة الكنز ) أدهش الأطفال في ذلك الوقت والطلاب وحتى الكبار
وكانت شخصية سيلفر شخصيه رأيناها عظيمة ذلك الوقت . وكان ينازعه إعجابنا ( قريه ) بحركاته وشجاعته وخفة يديه في استخدام السكين ومرونة جسمه
كيف لا وهو من صارع كلب البحر ليكتشف بعدها مركز القبطان فلند الذي يعتبر نقطة التحول في حل اللغز .
وحتى نهاية قريه كانت في ميدان المعركة دفاعا عن بلاده
وكان بعض الأطفال يميل لقريه لأن العدوان والخيانه يرفضها الطفل بفطرته وهي ما رأيناه من سلفر ذي الساق الواحدة الذي لم يكن سوى قرصانا متمردا على القوانين .

الآن بقي سيلفر الذي سأتحدث عنه وهو بطل مسلسل جزيرة الكنز
بعد أن غادرت السفينة الجزيرة محملة بالكنز بقي سيلفر محتجزا أسفل السفينة
(وهو يقول حبل المشنقة ينتظرني في انجلترا . واذا كنت محظوظا سوف أحكم مدى الحياة .)
( في جزيرة الكنز وجدت كنزا )
في الوقت الذي كان فيه سلفر أسفل السفينه محتجزا يتلذذ بطعم القهوة ويشكر جيم الذي أعدّها له
كان جيم مطرقا برأسه مغمضا عينيه
حينما قطع على سلفر كلمات الشكر قائلا : هناك شيء أحب أن أسألك أياه . وهو لا يزال مغمضا عينيه
ثم يكمل جيم حديثه بعد أن فتح عينيه وهو لا يزال مطرقا برأسه : قل لي يا سلفر ماهو أهم شيء عندك في الحياة ؟
لم يتكلم سلفر مباشرة ليجيبه وهو من كان يبهر طفولتنا بكلماته وحركاته وشجاعته وذكائه .
بل رفع كوب القهوة بيده اليمنى عاليا حينها لمعت على الكوب لمعه كالنجمه وهو لا يزال جالسا وأغمض عينيه وأطرق برأسه
وانطل سلفر يقول : في الوقت الحاضر . هذا الكوب من القهوة .
لم يتمالك جيم نفسه فقفز واقفا وهتف بصوتٍ عالي : لا تسخر مني سيلفر .
فقاطعه سيلفر وهو مغمضا عينيه رافعا القهوة متوقفا عن الشرب : أنا جادٌ بما أقوله . بالنسبة لي هذه اللحظة هي أهم شيء .
هذا الكوب من القهوة الذي صنعته لي يا جيم
ولكن ــ ثم يرتشف رشفة من القهوة ويرفع رأسه ويفتح عينيه ــ ولكن هذا لا يعني أن يتغير كل شيء غدا .
هذا المقطع حُفر في ذاكرتي منذ صغري كنت وأخي الذي يصغرني سننا نتذكر ( في هذه اللحظة هذا الكوب من القهوة )
وأصبحت أستذكره إلى الآن
.
.
.
اليوم مع كثرة مشاغل الحياة ومشاكلها وزحمتها وتأملات مستقبلها والغموض الذي يكتنف بعض جوانبها
أصبح الناس يهتمون كثيرا في أمور المستقبل .
ويصاحبهم الانزعاج بما يفكرون به أو يترقبونه طيلة وقتهم . ويكدر صفو حياتهم ويضر بعلاقاتهم مع الآخرين .
لماذا لا نجتهد بالعمل ونترك الأمر لله وما قدره لنا
ونستمتع بوقتنا ولحظاتنا . وننعش أنفسنا . وننسى أو نتناسى بعض ما يشغلنا حتى إشعار آخر .
لنعطي أنفسنا قدرا من الراحة لتتقوى على مواجهة المستقبل والواقع
فالنفس المرهقة بالهم المستمر , والتفكير المستديم . يصبح لديها تشويش في الرؤية الصحيحة في بعض الأحيان .
مخرج :
أستمتعوا بأوقاتكم وأريحوا أنفسكم لتروا الطريق بوضوح .
فالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى