أغلب معشر البشر (الكلام للبشر) يملك شخصية
ذات علاقة عكسية (كما في الفيزياء)
وبما إني أقر وأعترف أني أحد البشر فأنا أعترف مرة أخرى بأني أملك تلك الشخصية
فشخصيتنا شجاعة جدا أمام الضعفاء
لكنها للأسف تنبطح أرضا عند الأقوياء

لا أعلم من أين تأتينا كل هذه الطاقة إن كان المقابل لنا ضعيف مسكين..!!؟
ننظر له كنظرة الفيل للنملة
ولا أعلم أين تختفي هذه الطاقة إن كان المقابل لنا قوي شديد..!!؟
فهنا ننظر له نظرة النملة للفيل

أنا مثلا كتبت هذا الموضوع ولم أضع عنوانا فظهر لي مستطيل
"لابد من وضع عنوان" شعرت أني أقوى من المنتدى فعاندته ولم أضع عنوان
فظهر لي المستطيل مرة أخرى
فانبطحت شخصيتي أرضا فوضعت
هذا العنوان " عدم وضع عنوان لايفسد للود قضية"
نفاقا للمنتدى وطلبا للصلح والسلام


ذات عصر وبعد أن قررت أن أغير الفانيلة الوحيدة التي
أملكها وهي شعار ماجد عبدالله قبل اعتزاله (فهد في قلوبنا) ذهبت إلى محل رياضة
وفي المحل
دخل ثلاثة شباب تجولوا في المحل قليلا
ثم انصرف كل في جهة يبحث عما يشتري إلا واحد
وقف عند المحاسب

كانت تصرفاتهم داخل المحل مزعجة جدا كأطفال في غرفة ألعاب
أو كسكارى في رقصة الروك
فقال المحاسب بتذمر : ياأخي وش فيكوا كذا ..!!؟
فرد الشاب الذي كان عنده : مافينا شيء ياخي..
ودار بينهم حوار كالخوار في آخره قال الشاب بكل
كبر وفخر ورفع صوت وقلة حياء واستحقار : اسمع أنا أحذف لك الخمس ريالات وإنت تجي تأخذها
رد صاحبه من بعيد : كفوووووووووو
هؤلاء الشباب لا اقول فقراء ولكنهم حتما ليسوا أغنياء
عرفت أنهم ليسوا أغنياء من خلال الآتي:
أولا : عندما دخلوا أخذ أحدهم كرة كانت معروضة للبيع وبدأ يطارد البقية داخل المحل
ثانيا : عندما أرادو الخروج ( نشبوا ) بحلق العامل يساومونه لأجل أن يتنازل عن خمس ريالات
ثالثا : أحدهم عندما فتح الباب سمع صوت يقول لاتنس ذكر الله -وهو جهاز تضعه بعض المحلات - فبدأ صاحبنا يخرج ويدخل وهو مستغرب
وهذه التصرفات لا تصدر عن أغنياء أبدا ولاتصدر عن أناس تجولوا في الراشد
أو على الأقل في ماكندولاندز لكنها تصدر عن أناس
تجولوا في بسطات الجمعة وحراجاتها

المقصود من هذه القصة هو استهتار هؤلاء الشباب على العامل واستحقارهم له
قطعا لأنه يعتبر ضعيف عندهم
ولو كان هذا العامل أفغاني الجنسية (أبو جلباخ ) ربما لم يفعلوا شيئا
البتة ولو فعلوا لعضو يد الندم مع الأصابع
ولربما أصبحوا عصير ملح

ولكننا كذلك أمام الضعفاء أقوياء وأمام الأقوياء ضعفاء

كنت مرة في أحد المطاعم
فدخل شاب غضبان أسفا وبيده شاورما
ثم رمى بها على الطاولة
ونادى العامل الذي أعتقد أنه هندي
من المشهد السابق اعتقدت أن العامل وضع في الشاورما
فلفل أو سم أو قنبلة موقوتة أو مسح الخبز بزيت الصراصير
لكن الشاب كذّب كل اعتقاداتي وقال : إنت مريض أنا طالب همبرجر مو شاورما..؟
والله إنك مريض خذ هذا وجب الفلوس ..

أنا لا أقول يجب أن تأكل الشاورما
لا بالعكس بل عليك أن تلبي رغبات المعدة وتحترم مشاعرها
ولكن أيضا على المعدة أن تحترم شعور الآخرين
بالله عليكم لو كان العامل انتر تيكر أو ستيف أوستن
هل تجرأ الشاب على فعل ذلك ورفع الصوت ...!؟
أظنه لو رفع صوته لصار همبرجر بدون شطة

كل ما أريده من هذا الشاب وغيره أن يكون ذا شخصية متوازنة
لاتطغى ضد الضعيف ولا تنافق القوي
فالعاقل لايسمي الانتصار على الضعفاء نصرا..


ومن أراد أن يتأكد من قولي
" إننا ضعفاء أمام الأقوياء وأقوياء أمام الضعفاء"
كل ماعليك
أن تجلس عند أقرب نقطة تفتيش
ستجدهم لايترددون في إعطاء المخالفات للضعفاء (الأجانب )
بعكس الأقوياء و(الضباط)..
فحتما ستكتشف
أن شخصيتنا شجاعة جدا أمام الضعفاء
لكنها للأسف تنبطح أرضا عند الأقوياء


بريشة
ابن الغابة