في يوم من الأيام رأى الكذبُ الخيانةً تسير في الشارع
فهام بها حبا وطار قلبه حتى تعلق بها
فأصبحت هي ليله وهي نهاره
فإن رأى الشمس لم يرى إلا محبوبته "الخيانة"
وإن شم الزهر فكأنه يشم رائحتها
وهي أيضا تعلقت به وجنت به جنونا
فأصبحت لاتنام اليوم الذي لاتراه فيه
ولا ترتاح اللحظة التي لاتتذكره فيها

عشقها وعشقته

إلا أنه في عرفهم
لايحق للكذب أن يتزوج الخيانة
فهذا مرفوض في مدينتهم وشذوذ مابعده من شذوذ..

لم تتصور الخيانة حياتها من دون فارس أحلامها
الذي ترا فيه الجمال والرجولة والدلال
لم تتصور أنها ستتزوج شخصا غيره أو هو سيتزوج فتاة غيرها
لذلك أقنعت الكذب بأن يختطفها وبدأت تزين له الحياة عندما يخطفها ويهرب بها
بعيدا بعيدا عن عالمهم
سوف ترقص له وتغني له وتتزين له
وبدأت تنثر شعرها بين يديه
وتريه جمالها الأخاذ وتذيقه من فتنة الجمال كأسا
فوافق من فوره على ذلك
وهل يستطيع محبوبا أن يرد طلبا لمحبوبته ..!!؟
فكلمة " لا " لايعرفها قاموس المحبين ولايعترف بها

وبعد أن نفذ الخطة وخطف فتاته المدللة
وابتعدوا بعييييدا عن عالمهم
عاشوا في حب وعاشوا في سعادة
دائما مع بعضهم البعض يؤنسها وتؤنسه
وكأنهما روح في جسدين
وبعد فترة من الزمن
أنجبت له طفلا
طفلا هجينا يحمل صفتين مشتركين صفة الأب وصفة الأم
"الكذب والخيانة "
عاش الطفل أحلى حياة وأجمل معاش
فهو الطفل الوحيد للعاشقين
يبكيان أبواه إن هو فكر في البكاء
ويضحكان إن هو ضحك
يسهران إن مرض
ويمرضان لأجل أن يتشافى

كبر واشتد عظمه
كبر وثار فيه طبعه
طبعه الذي اكتسبه من أمه وأبيه ( الكذب والخيانة)
لذلك فعل فعلته التي فعل
سل سكينا وقاد أبويه إلى المذبح ليذبحهما
لالسبب ولكنه عادة الطبع اللئيم

وفي هذه اللحظات جاءه الحب
جاءه الحب الذي فتن جميع البشر
جاءه الحب الذي ما إن يسكن القلب إلا أن يصبح أسير الحب
جاءه الحب بكل جماله وروعته وكبرياءه
جاءه الحب يحاول أن يمنعه ويردعه
جاءه الحب يبكي عنده ويرجوه ويستعطفه
أبويك أتقتل أبويك..!!؟
إلا أنه لم يبالي بكلام الحب فالتفت ليقتل أبويه
لكنه لم يجدهما لأنهما هربا نعم هربا
فأمسك بالحب وقيّده بحبال وثيقة
وأخذ ملابسه الغالية الرائعة الفاتنة
ولبسها وتشبه بالحب
وراح ابن الكذب والخيانة يعثو في قلوب البشر..
حتى صار موضة لهم..
صار كلاما يكتب في التوبيكات
ورسائل ترسل في وقت العروض المجانية


ومن هنا جاء الحب الزائف ....
فما هو إلا " ابن الكذب والخيانة تنكر بزي الحب "

بريشة
ابن اغابة