- أحيانا يتذكر الإنسان بعض المواقف والأحداث التي مرت عليه في حياته، فيدخل في دوامة من التفكير المتعب، لماذا أنا، وهل الله قدر هذا لي أنا من بد الناس، وهل الشر الذي صار لي كنت أستحقه..وأسئلة كثيرة محيرة تتعلق بالقضاء والقدر...تثيرها النفس..والفكر الكليل الذي أتكأ على رصيف الزمان...

أختي الفاضلة / ريانة..

لعل أمرا قديما أقلقك مما جعلك تفكرين في سبب نشوءه وحدوثه، وهذا الذي أدخلك بالتفكير في القضاء والقدر...ومن تعب التفكير توصلت بإيمانك إلى التسليم المطلق للقدر..زادك الله إيمانا وحماك من كل مكروه...

كلامك سليم عن القدر لم تدخلي أي متاهة عقدية أو فلسفية...فالقدر كالدائرة الكبيرة التي تحيط بنا كما يحيط الغلاف الجوي بالأرض..ولنا حرية التصرفات والاستمتاع داخل هذا القدر المحيط بنا، وفي النهاية لن نخرج عن الحيز المحيط بنا..
وقدرنا مربوط بأسباب من يعمل ويكد يجد حصيلة عمله...والرزق والإيمان والنجاح قدر العاملين...كما أن الفقر والفشل والكفر قدر الهاربين أو المستسلمين للظروف، وهذا كله داخل الحيز الكبير..فالقدر ربط بأسباب من عمل كذا فله كذا.. ربط بأن من يصل رحمه يبسط له في لازقه وينسأ له في أجله..والدعاء يرد القضاء...ولن يتغير قدر قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...
هذا بالنسبة للكبير..أما الصغير فهو كالريشة في مهب الريح لا يعلم عن قدره شيئا فوالديه ومن حوله يقلبونه كما يقلب الميت بيد المغسل..لكن ينبغي عليه إذا كبر وفهم الحياة أن يرمي ربقة الاستسلام للآخرين عن عنقه ويغير قدره بالسعي في مرضاة الله واطمئنان الضمير..
والكلام طويل..ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق..

الطفوله جميلة لأنها خالية من المسؤولية، وفيها قدر كبير من الضحك والسعادة، وفيها اطمئنان قلب ، وفيها الفطرة..
وفي كل قلب كبير طفولة لو سمح لها باللعب من حين لآخر لما احتاج إلى البكاء على الأطلال ولكان يومه أفضل من أمسه..أدام الله أفراحك..وكتب لك السعادة والرضا.