دخلت وطلبت ثم حاسبت ثم وقفت انتظر استلام طلبي
كان يفصل بيني وبين العامل فاصل بالكاد اصل اليه لطوله
ومن جانبي والى النصف مني كراتين ببسي وماء

المطعم هادئ وفي الركن يجلس احدهم بدت عليه اثار الاستيقاظ من النوم يأكل بهدوء واسترخاء شديد يمضع الاكل وكأنه يمضغ لحما نيا

بعد مرور اقل من بضع دقائق دخل احدهم ومعه جلبه كانوا اطفال او هكذا ظننتهم في البدايه

اعتلى احد الاطفال وفي رأيي انه لم يتجاوز الحادي عشر من عمره اعتلى فصعد على كراتين الببسي فصار اطول مني وكلم العامل بجفوة عطنا ثنين شاورما صاروخ وخمسه فلافل عادي واربعه بيض وجبلي بعد سته ديو العامل استلم الطلب بلا مبالاه فأضاف الطفل وحط كتشب لأخليك زي هالشاورما الي تسويها ولم يملك العامل الا ان يرمقه بنظره ساخطه
هنا تدخلت انا
فقلت يا صديق هذا يمزح مافيه كلام صدق ابسم ولسان حاله يشكرني لجبر خاطره

بادرت الطفل بالحديث فدار بيننا البيان التالي

قلت يا خي ليش مسوي زحمه لا وطالع فوق هالكراتين وتهاوش كمان
قال انت كبير وخلاص ما تحتاج تصعد مثلي والعامل يحترمك غصب
ثم اردف متى اكبر واطلع على كيفي بس محشور بالبيت

قلت له ياخي كنا بعمرك ونعاني مثلك
ثم رغبت في استثارة الحديث فقلت وش لك بالكبر خلك صغير على قدك لاهم ولا مسؤوليات وش لك بتعقيدات الحياه*
قال اااااه متى اكبر واصير حر
قلت طيب واذا كبرت وش تسوي وبعدين
قال مدري اهم شي اكبر

قاطعنا العامل وليته لم يفعل اخذت طلبي وقبل ان انصرف همسة في اذن الصغير ان عامل الناس كما تحب واحترم تحترم


لما ركبت سيارتي اخذت اتأمل الموقف فلأول مره في حياتي اتجادل مع صبي واتحاور معه كالكبار

احسست بالبون الشاسع بيننا وبين هؤلاء الصغار لا نعاملهم كما يجب ولا نعطيهم القييمه التي يتمنونها نحرمهم حتى من حق الاختيار ...الخ

ايضا مسألة تربية الصغار خصوصا على الذوق وحسن المنطوق واختيار افضل العبارات وجمال صياغتها هذه اشياء في منتهى الاهميه
وفاقد الشيء لا يعطيه اغلبنا يفتقد لمثل ذلك لكن يجب ان نعود ابناءنا لنعوض نقص انفسنا


ايضا وهذا المضحك
لاحت لي بوادر الثور لاجل التغيير ههههه فالحمدلله ان هذا الطفل يحمل هم التغيير والحرية حتى لو كان فهمه خاطئا


اما المهم هنا والذي ابث فيه شجوني لكم هو تعقيدات الحياة والصدمه في انها لم تكن كما تمنيناها صغارا
الاحلام لم تتحقق ونعيش كيفما اتفق لا هدف ولا خطه مدروسه

وسبحان الله كما تمنى ذلك الطفل ان يكبر اتمنى بملئ فمي ان اعود طفلا صغيرا ألعب ثم اجوع ثم ااكل ثم انام لاستيقظ فألعب من جديد


لماذا هذا التشتت لاسباب كثيره
كيف ارجو كرم العيش بلا هدف
كيف اطلب رغد العيش مع الراحه
الموازين مقلوبه رأسا على عقب
الحرامي هو من يعيش ويأكل ويشبع وصاحب الكرامه والمبادئ لا يجد ما يأكله


اخيرا احب ان ألقي التحيه على صديقي الصغير واقول له
الايام بيننا وستعلم غدا صدق كلامي
سأذكرك بأمنيتك حتى تعرف معنى الحسره
سأذكرك وانت كبير وستتمنى لو كنت صغير

سؤال
ألم تحنوا لطفولتكم
هل اشتقتم لبراءتكم وانتم صغاار

بالنسبه لي
ياليتني طفل ما عرفت شيء
أكبر همي علك ولا حلاااوه