الاســـم:	11513.jpeg
المشاهدات: 137
الحجـــم:	12.5 كيلوبايت






رحلة كفاح جسدت علو الهمة وتحدي ثقافة العيب

جزاع النماصي ـ رفحاء
16/07/2011

لم تقف الظروف عقبة أمامه ولم تمنعه من شق طريقه نحو النجاح والتفوق، بينما كانت طموحاته حاضرة في وجدانه، فكان علو الهمة شعار له إبان تخرجه من الثانوية في محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، فمنحه ذلك القدرة على تغيير مجرى حياته للأفضل، متحديًا بذلك ثقافة العيب، فعمل مدخّل بيانات في إحدى الشركات، ثم بائعًا للملابس الرجالية في الرياض، لكنه استطاع أن يحوّل اليأس إلى أمل حتى بات أول طالب سعودي في ولاية ألاسكا، من بين أكثر من 45 ألف طالب وطالبة في الولايات المتحدة الأمريكية .

بداية الرحلة:

يقول عبدالله عايش كسار العنزي لـ»المدينة» عن رحلة كفاحه تلك بعد حصولي على الثانوية سنة 2003 بدأت البحث عن وظيفة ، ويشير إلى أنه حصل على عقد وظيفة مدخّل بيانات في إحدى الشركات مدته ثلاثة أشهر براتب مقطوع 2500 ريال وما أن انتهت مدة العقد وجد نفسه على الرصيف، لافتًا إلى أنه لم ييأس، فاستمر في رحلة البحث عن العمل حتى وجد نفسه بائعًا للملابس الرجالية بالرياض براتب 3500 ريال، ويضيف: هنا لم التفت إلى «ثقافة العيب» ويستطرد: طموحي لم ينكسر والرحلة عن العمل المناسب ما زالت سائرة حتى حصلت على عمل متدرب في أحد البنوك المحلية براتب مقطوع قدرة 3000 ريال، ويتابع بعدها انتقلت لوظيفة أعلى وراتب أكبر بإدارة الحوالات الفورية في بنك آخر وبراتب 8000 ريال مدعوم بمميزات أخرى ثم مشرف على الصرافين ومكلف نائب للمدير.

حلم الدراسة الجامعية:

وعن طموحه وحلمه في الدراسة الجامعية يقول: قررت تغيير مسار مستقبلي فاستقلت من عملي لاكمال دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية على حسابي الخاص.

الرحلة إلى أمريكا:

ويضيف: عقب وصولي مطار واشنطن انهيت إجراءات الجوازات فوقفت حائرا لا أعرف أين أتجه ولا يوجد من يفهمني أو يتحدث معي فلم ألبث طويلًا حتى رأيت سيارة الملحقية الثقافية السعودية تنتظر الطلاب السعوديين القادمين . ويستطرد العنزي حديثه لـ»المدينة» في رحلة الكفاح الشاقة التي أوصلته إلى أمريكا بحثا عن المستقبل الذي يأمله كان عليّ السفر إلى ولاية أوريقون، فكان عدم إتقانه للغة الإنجليزية عقبته هذه المرة فظل يبحث بآماله حتى وجد شخصًا يريد الذهاب إلى بورتلاند بولاية أوريقون، فذهب معه حتى وصل إلى مدينة يوجين مقر الجامعة، لافتًا بأنه أكمل الإجراءات المتعلقة بالسكن واستخرج الرقم الأمريكي وبدأ الدراسة واستمر تسعة أشهر، ثم انتقلت دراسته إلى مدينة بورتلاند ليتمكن من إنهاء المستويات المطلوبة في الوقت المحدد، مشيرًا إلى أنه بسبب عدم إتقانه للغة الإنجليزية لم يستطع أن يحصل على قبول نهائي غير مشروط في الدراسة، لافتًا إلى أنه دخل الاختبار البريطاني ثلاث مرات حصل على أربع نقاط في المحاولة الأولى والثانية وأربع نقاط ونصف في المحاولة الثالثة من مجموع تسع نقاط إلا أنهم لم يوافقوا له بالقبول غير المشروط مما اضطر إلى العودة للسعودية بسبب التكاليف المادية العالية التي تتطلبها معاهد تعليم اللغة الإنجليزية هناك. حينها لم يصب الشاب عبدالله العنزي بالإحباط فقررالرجوع إلى وطنه ليعود إلى أمريكا من جديد وهو متسلح بسلاح اللغة فعاد إلى الوطن والتحق بالمعهد البريطاني في الرياض ليكثف تعليمه باللغة الإنجليزية ولم تتوقف رحلته في البحث عن المستقبل فاستمر بمراسلة الجامعات الأمريكية المعترف بها فظل كذلك مدة سنة حتى حصل على قبول في جامعة انكوراج بولاية ألاسكا ، لافتًا بأنه خاطب وزارة التعليم العالي في السعودية والملحقية الثقافية فساعدته الدكتورة خديجة الغزيز المشرفة على دراسته بالحصول على الضمان المالي لغرض استيفاء كل الشروط ومتطلبات القبول ،مبينًا أنه حصل على خطاب القبول من وزارة التعليم العالي عام 2011 فانضم إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .

أول سفير للوطن في ألاسكا :

من جانبها قالت المشرفة الأكاديمية بالملحقية التقافية بواشنطن الدكتورة خديجة الغزيز إن الطالب عبدالله العنزي يتمتع بطموح عالٍ، مُشيرة إلى أنه أبلغها بقبوله في جامعة انكوراج بولاية الاسكا وتفاجأت برغبته في الذهاب إلى هناك، لافتة بأنه كان متحديًا برودة الطقس وكل العقبات التي قد تواجهه، وأضافت بأنها دائمًا ما تجعل قصة كفاحه وطموحه مضرب مثل ترويه لطلابها في أمريكا . إلى ذلك قال الملحق الثقافي بواشنطن الدكتور محمد عبدالله العيسى: إن الطالب « العنزي « هو أول سفير للوطن مبتعث في ولاية ألاسكا، لافتًا إلى أن هذه الولاية الثلجية لم تشهد طلابا سعوديين مبتعثين سابقًا منذ تاريخ الابتعاث نتيجة ما تشهده من انخفاض في درجات الحرارة تتراوح ما بين 70 إلى 90 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء، لافتًا إلى أن الطالب العنزي بانضمامه سجل الولاية الوحيدة المتبقية من الولايات الأمريكية ( ولاية ألاسكا ) ضمن سجلات الملحقية الثقافية في أمريكا.
الرابط http://www.al-madina.com/node/315831