الشاعر راشد الشمري من سكان بادية حائل كان كغيره من الناس يعيش عيشة الكفقاف إن لم يكن أقل منها تغلبه الحاجة فيدخل على هذا الامير او ذاك ليحصل منه على مايقوم بأكله وكان يعتبر من شعراء شمر وكان بين الأمير محمد بن رشيد أمير حائل آنذاك وبين جدعان بن شعلان شيخ الرولة من عنزة تنافس شديد على الزعامة وذات يوم ذهب الشاعر إلى ابن شعلان وقال قصيدة يمدح بها ابن شعلان فأجازه ابن شعلان بعير وحمله من طعام لكن خبر القصيدة نقل إلى ابن رشيد لاسيما أن الشاعر من شعراء قبيلته فغضب على الشاعر وتوعده بالعقاب ولما علم الشاعر بتوعد الأمير له بقي عند ابن شعلان بضعة أشهر خوفا من ابن رشيد وعندما طال به الوقت قال له أحد أفراد قبيلة ابن شعلان مالك جالس هنا؟ أخوفا من القتل؟ فإن كانت منيتك دانية فسوف تموت بسيف أو بغيره وإن كان أجلك أطول من ذلك فلن يضرك ابن رشيد أو غيره ومن العيب أن تجلس هنا عند منافس ابن عمك خوفا من سيفه فعاد إلى أهله وعند وصوله إلى هناك علم أن زوجته قد توفيت وتركت له ابنه الصغير الذي بقي عند عمه ولم يمهله الأمير ابن رشيد حيث قبض عليه وأودع في السجن الذي مكث فيه فترة من الزمن بينما ابنه الذي كان عند عمه مالبث أن هرب من عمه ولجأ إلى أحد خواله بعد قسوة عمه عليه وذات يوم دخل الأمير على السجناء ليتفقد أمرهم ويستمع إلى ظلماتهم كعادته ومر على الشاعر فقال له بلهجة المستهزئ: التوم والغرا وليال الضحية وأنا مسيم وساهر مع نقاريش!! " أتحسب يدي لاتنالك وأنا أخو نورة"؟!!
فقال الشاعر: لم أقل هذا فحسب " ياطويل العمر" وإنما أقول:
التوم والغرا وليالي قصير= وأنا بحبس صك بابه وأنا أبيه
ولاهمني المعتزي والمعير= ولاهمني المال لو كثير عانيه
ماهمني غير الوريع الصغير= اللي تربع وسط قلبي دواديه
بذكر ترك عمه ويتلي سمير= يتلي الليان ومن لقى اللين يتليه

فوجم الأمير وأطرق إلى الأرض ثم رفع رأسه وقال: أذا ما الذي جعلك تمدح خصمي ؟ فقال مدحته لأنال منه ماأنقذ به حياة زوجتي وولدي فقال الأمير: وإذا أعطيتك مايغنيك؟!! فرد عليه: فوالله لن أمدح أحدا غيرك فقال له: لك رعية إبل براعيها ففكوا قيده وأخرجوه وسلموه الرعية الفلانية